وهو أوضح، والظاهر أن ما وقع في التهذيب سهو من قلم الشيخ كما سيأتي إن شاء الله تعالى تحقيقه.
وبهذه الأخبار أخذ من قال بالقول المشهور.
وأجاب العلامة في المنتهى عن الخبرين الأولين بعد الطعن في سند الثاني بأن فيه ابن فضال وهو ضعيف بأنهما لا يصلحان لمعارضة الأحاديث الكثيرة الدالة على انحصار الطريق في الرؤية ومضى ثلاثين لا غير (1).
أقول: ليس في شئ من تلك الأخبار ما يدل على الانحصار كما ذكره (قدس سره) ليكون منافيا للخبرين المذكورين كما لا يخفى على من راجعها.
والحق أن الخبرين المذكورين صريحا الدلالة على القول المذكور وإنما يبقى الكلام في ما عارضهما من الأخبار المذكورة بعدهما:
فأما صحيحة محمد بن قيس فموردها هلال شهر شوال كما هو ظاهر السياق حيث أمر عليه السلام بالافطار برؤيته تلك الليلة أو شهادة عدول من المسلمين على الرؤية وأما إذا رأوه من وسط النهار أو آخره فإنهم يتمون صيام ذلك اليوم يعني من شهر رمضان والظاهر من لفظ " وسط النهار " هو الوسط المجازي لا الحقيقي الذي هو عبارة عن وقوع الشمس على دائرة نصف النهار، والوسط بالمعنى المذكور شامل لما قبل الزوال بيسير وما بعده بيسير.
وكيف كان فالأمر باتمام الصوم ظاهر في الدلالة على المعنى المشهور ويؤيده التسوية بين وسط النهار وآخره في الحكم المذكور مع قول الخصم بأنه بعد الزوال لليلة المستقبلة.
وأما ما حمل عليه الخبر في الوافي من أن المراد بوسط النهار ما بعد الزوال فلا يخفى بعده. وأبعد منه ما تكلفه في الذخيرة من حمل الهلال على هلال شهر رمضان، ثم ذكر معنى متعسفا متكلفا لا أعرف له وجه استقامة، بل كلامه في