والأخبار أن أول انفراد بني أمية بالأمر بعد ما صالح الحسن عليه السلام معاوية وهو سنة أربعين من الهجرة وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني سنة اثنين وثلاثين ومائة من الهجرة فكانت مدة دولتهم اثنين وتسعين سنة، رفع منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير وهي ثمان سنين وثمانية أشهر بقي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر بلا زيادة ولا نقصان وهي ألف شهر (1).
الثالثة اختلفت أقوال العامة في تعيين ليلة القدر بل في بقائها فذهب بعضهم إلى أنها رفعت بعد موت الرسول صلى الله عليه وآله وهو قول شذوذ منهم والمشهور بقاؤها، إلا أن القائلين ببقائها اختلفوا في تعيينها، فقال بعضهم إنها مشتبهة في السنة كما ذهب إليه أبو حنيفة، ومنهم من قال في شعبان والأكثر على أنها في شهر رمضان، وذهب بعضهم إلى أنها أول ليلة منه، وقيل في ليلة سبع عشرة منه عن الحسن البصري، والصحيح عندهم أنها في العشر الأواخر وهو مذهب الشافعي، وروي مرفوعا (2) " التمسوها في العشر الأواخر ". ثم اختلفوا في أنها أية ليلة من العشر فقيل إنها ليلة إحدى وعشرين وهو مذهب أبي سعيد الخدري واختاره الشافعي، وقيل هي ليلة ثلاث وعشرين منه عن عبد الله بن عمر، وقيل ليلة سبع وعشرين عن أبي بن كعب، وقيل إنها ليلة تسع وعشرين (3) ولكل من هذه الأقوال رواية يعتمدها (4).