الجنيد بما رواه عبد الملك بن عمير (1) قال: " سمعت رجلا من بني الحارث بن كعب قال: سمعت أبا هريرة يقول ليس أنا أنهى عن صوم يوم الجمعة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله قال " لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله أو بعده " والجواب ما ذكره الشيخ أن طريقه رجال العامة لا يعمل به بل الأول هو المعمول به. ثم قال (قدس سره) مسألة: قال ابن الجنيد وصوم الاثنين والخميس منسوخ وصوم يوم السبت منهي عنه عن النبي صلى الله عليه وآله. ولم يثبت عندي شئ من ذلك ولم يذكر المشهورون من علمائنا ذلك. نعم روى جعفر بن عيسى عن الرضا عليه السلام..
ثم ساق الرواية كما قدمناها في صيام عاشوراء (2) ثم قال: فإن صح هذا السند كان صوم يوم الاثنين مكروها وإلا فلا.
أقول: والذي يقرب عندي أن صيام هذه الثلاثة الأيام أعني الجمعة والخميس والاثنين وإن جاز من حيث استحباب الصوم مطلقا إلا أنه ليس من قبيل صيام الترغيب الذي نحن في صدد عد أفراده، فإن رواية الزهري مع رواية كتاب الفقه الرضوي المتقدمتين في أول الكتاب (3) قد عد فيهما هذه الأيام الثلاثة من قبيل ما يتخير بين صومه وتركه، وهو مؤذن كما قدمنا بيانه سابقا بعدم الاستحباب فيها على الوجه المذكور في صيام الترغيب.
ويؤيده ما تقدم في رواية محمد بن مروان (4) المنقولة في صيام ثلاثة أيام السنة أنه كان صلى الله عليه وآله يصوم الاثنين والخميس أولا ثم تحول عنه إلى صيام الثلاثة المذكورة. وهو مشعر بنسخها.
وما تقدم (5) في رواية جعفر بن عيسى أخي محمد بن عيسى بن عبيد من الدلالة على كراهة صوم الاثنين.