عوض " وأن الشهر " وهو الظاهر، وكأن ذلك اجتهاد منه (قدس سره) فإن الخبر في التهذيب (1) إنما هو بلفظ الشهر والتحريف من الشيخ في أمثال ذلك غير بعيد، فإن المعنى إنما يستقيم على ما ذكره في الوافي دون نسخة الشهر كما لا يخفى.
والتقريب في هذا الخبر أنه وإن كان ما كتبه إلى الإمام عليه السلام غير مصرح به في الخبر إلا أن ظاهر السياق يدل على أنه كتب إليه بما ذكره هنا من وقوع الشك في بغداد يوم الأربعاء.. إلى آخر ما هو مذكور في الخبر من حكاية تلك الحال.
ثم إنه مع قطع النظر عن معلومية ما كتب إليه وأن المسؤول عنه ما هو فإن أخباره في صدر الخبر بكونه عليه السلام: كتب إليه كتابا أرخه بذلك التأريخ المشعر بكون يوم الأربعاء من شهر شعبان المؤذن بكون أول شهر رمضان هو يوم الخميس وكذا جوابه عليه السلام " صمت بصيامنا " وكان صيامه عليه السلام إنما هو يوم الخميس كما يدل عليه قوله عليه السلام " أو لم أكتب إليك إنما صمت الخميس؟ " مع أخبار أبي علي بن راشد أن الهلال ليلة الخميس لم يغب إلا بعد الشفق بزمان طويل ظاهر الدلالة في أن مغيب الهلال بعد الشفق لا يستلزم أن يكون لليلتين كما ادعوه بل يجوز أن يكون في أول ليلة أيضا كذلك.
وبذلك يظهر ما في كلام الفاضل الخراساني في الذخيرة من قوله بعد نقل رواية أبي علي بن راشد دليلا للقول المشهور: ولا دلالة في هذا الخبر يظهر ذلك بالتأمل التام. انتهى. فهو من جملة تشكيكاته الركيكة.
ويظهر منه الميل إلى هذا القول حيث قال: وظاهر بعض المتأخرين العمل بمدلول الخبرين ولا بأس به.
وكأنه غفل عن معارضة هذين الخبرين بالأخبار المستفيضة التي أشرنا إليها آنفا إذ لا ريب في رجحانها على الخبرين المذكورين.
وأما ما رواه الصدوق في الصحيح عن عيص بن القاسم (2) - " أنه سأل