وروى عبد الله بن جعفر في قرب الإسناد عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) (1) " أن النبي صلى الله عليه وآله قال دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها البلة. يعني بالبله المتغافل عن الشر العاقل في الخير الذين يصومون ثلاثة أيام من كل شهر ".
ورواه الصدوق في معاني الأخبار عن أبيه عن عبد الله بن جعفر الحميري مثله (2) إلا أنه قال: " قلت ما البله؟ قال: العاقل في الخير الغافل عن الشر الذي يصوم في كل شهر ثلاثة أيام ".
وروى الشيخ المفيد في المقنعة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله (3) أنه قال: " عرضت على أعمال أمتي فوجدت في أكثرها خللا ونقصانا فجعلت مع كل فريضة مثليها نافلة ليكون من أتى بذلك قد حصلت له الفريضة، لأن الله تعالى يستحي أن يعمل له العبد عملا فلا يقبل منه الثلث ففرض الله الصلاة في كل يوم وليلة سبع عشرة ركعة وسن رسول الله صلى الله عليه وآله أربعا وثلاثين ركعة، وفرض الله صيام شهر رمضان في كل سنة وسن رسول الله صلى الله عليه وآله صيام ستين يوما في السنة ليكمل فرض الصوم، فجعل في كل شهر ثلاثة أيام خميسا في العشر الأول منه وهو أول خميس في العشر وأربعاء في العشر الأوسط منه وهو أقرب إلى النصف من الشهر وربما كان النصف بعينه وآخر خميس في الشهر " إلى غير ذلك من الأخبار التي يضيق عن نقلها المقام تنبيهات الأول ما ذكرناه من صوم الثلاثة المذكورة هو المشهور فتوى ورواية، ونقل عن الشيخ التخيير بين صوم أربعاء بين خميسين أو خميس بين أربعائين، وعن ابن أبي عقيل تخصيص الأربعاء بالأخيرة من العشر الأوسط مع موافقته في الخميسين، وعن ابن الجنيد أنه يصوم شهرا أربعاء بين خميسين والآخر خميسا بين أربعائين.