فقلت لا. فقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربه فقال: رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء (1) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب: إن الله يبشرك بيحيى (2) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله (عز وجل) استجاب الله له كما استجاب لزكريا عليه السلام ".
وروى الشيخ المفيد (قدس سره) في المقنعة (3) عن النعمان بن سعد عن علي عليه السلام أنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل إن كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرم فإنه شهر تاب الله (عز وجل) فيه على قوم ويتوب الله فيه على آخرين " وروى ابن طاووس (طاب ثراه) في كتاب الاقبال (4) عن النبي صلى الله عليه وآله قال " من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما ".
قال (5) وروي من طرقهم (عليهم السلام) " أن من صام يوما من المحرم محتسبا جعل الله تعالى بينه وبين جهنم جنة كما بين السماء والأرض ".
وبإسناده عن الشيخ المفيد (قدس سره) في كتاب حدائق الرياض (6) عن الصادق عليه السلام قال: " من أمكنه صوم المحرم فإنه يعصم صائمه من كل سيئة ".
وعن النبي صلى الله عليه وآله (7) " أن أفضل الصلاة بعد الصلاة الفريضة الصلاة في جوف الليل، وأن أفضل الصوم من بعد شهر رمضان صوم شهر الله الذي يدعونه المحرم " ومنها صيام الخميس والجمعة والسبت، روى الشيخ المفيد في المقنعة (8) عن راشد بن محمد عن أنس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة ".
وفي رواية أسامة بن زيد (9) " أن النبي صلى الله عليه وآله كان يصوم الاثنين والخميس فسئل عن ذلك فقال إن أعمال الناس تعرض يوم الاثنين والخميس ".