عليه السلام له بها وأمره بالعمل في تلك الليلتين مع أنه من خواص الخواص لأنه يمكن حمله على أن ذلك وقع من حيث الحاضرين وقت السؤال.
الثانية ما تضمنه الحديث الأول (1) من أن العمل في ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر فالمراد بهذه الألف شهر هي ملك بني أمية كما دل عليه الخبر الذي بعده، وبذلك صرح الصادق عليه السلام في الحديث المروي عنه في صدر الصحيفة السجادية (2) حيث قال فيه: " وأنزل الله في ذلك: إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر (3) تملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر ".
بقي الكلام في معنى عدم ليلة القدر في هذه الألف شهر هل هو بمعنى رفعها منها بالكلية كما هو ظاهر الأخبار الدالة على تنزل الملائكة فيها على الإمام عليه السلام من كل سنة بما يتجدد من الحوادث والقضايا (4) وإليه يشير خبر يعقوب المتقدم (5) وقوله عليه السلام: " لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن؟ اشكال من دلالة الأخبار على هذا المعنى الأخير، ومن أنه متى كان التفضيل على ما عدا ليلة القدر فإنه لا وجه لخصوصية هذه آلاف شهر التي يملكها بنو أمية بذلك كما هو ظاهر إطلاق الخبر الأول متى قطع النظر عن تأيده بما قدمناه.
ومثله ما رواه في الكافي (6) عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " (7) صدق الله (عز وجل) أنزل الله القرآن في ليلة القدر " وما أدراك