لكن علم الهدى ادعى على ذلك الاجماع وكذلك الشيخ أبو جعفر، والأولى تجديد النية لكل يوم في ليلته لأنا لا نعلم ما ادعياه من الاجماع.
قال في الذخيرة بعد البحث في المقام: نعم لقائل أن يقول تحصيل العلم بالبراءة من التكليف الثابت يقتضي وجوب تجديد النية بناء على ما ذكرنا سابقا من عدم ثبوت كون النية شرطا خارجا وعدم ثبوت كون الصوم حقيقة شرعية في نفس الامساك من غير اعتبار استجماع الشرائط المؤثرة في الصحة. إلا أن بهذا الوجه لا يثبت وجوب القضاء عند الاخلال بالتجديد. وكيف ما كان فلا ريب في أولوية التجديد.
وقال العلامة: إن قلنا بالاكتفاء بالنية الواحدة فإن الأولى تجديدها بلا خلاف.
واستشكل هذا الحكم شيخنا الشهيد الثاني بناء على أن القائل بالاكتفاء بنية واحدة للشهر يجعله عبادة واحدة كما صرح به في دليله ومن شأن العبادة الواحدة المشتملة على النية الواحدة أن لا يجوز تفريق النية على أجزائها كما هو المعلوم من حالها وحينئذ يشكل أولوية تعدد النية بتعدد الأيام لاستلزامه تفريق النية على أجزاء العبادة الواحدة التي تفتقر إلى النية الواحدة، قال والطريق المخرج من الاشكال الجمع بين نية المجموع وبين النية لكل يوم. انتهى. واعترض عليه بما لا مزيد طائل في ايراده بعد ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى من التحقيق الرشيق.
ثم إنهم قد صرحوا أيضا بأنه لو فاتته النية في أول الشهر لعذر أو غيره هل يكتفي بالنية في ثاني ليلة أو ثالث ليلة للباقي من الشهر؟ تردد فيه العلامة في المنتهى واستوجه الشهيد في البيان عدم الاكتفاء بذلك.
أقول وبالله الهداية والتوفيق إلى سواء الطريق إنه لا بد من الكلام هنا في تحقيق النية زيادة على ما قدمناه في كتاب الطهارة ليكون أنموذجا لك في كل مقام ويتضح به ما في كلام هؤلاء الأعلام وإن كانوا هم القدوة والمعتمد في النقض والابرام: