قال: " سألته كم دية ولد الزنا؟ قال يعطي الذي أنفق عليه ما أنفق عليه " وقد حكم بمضمون هذه الأخبار الصدوق والمرتضى وابن إدريس بناء على مذهبهم في المسألة، والمشهور بناء على الحكم باسلامه أن ديته دية المسلم مع أنه لا معارض لهذه الأخبار في المقام.
ومنها دعوى دخول الجنة فإن الأخبار مستفيضة بردها، ومنها ما رواه الصدوق في العلل بسنده عن سعد بن عمر الجلاب (١) قال: " قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن الله عز وجل خلق الجنة طاهرة مطهرة فلا يدخلها إلا من طابت ولادته، وقال أبو عبد الله (عليه السلام) طوبى لمن كانت أمه عفيفة " وروى في الكتاب المذكور (٢) بسنده فيه إلى محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه رفع الحديث إلى الصادق (عليه السلام) قال: " يقول ولد الزنا يا رب فما ذنبي؟ فما كان لي في أمري صنع، قال فيناديه مناد فيقول أنت شر الثلاثة أذنب والداك فنبت عليهما وأنت رجس ولن يدخل الجنة إلا طاهر " أقول: أنظر إلى صراحة هذا الخبر في أن منعه وطرده عن الجنة إنما هو من حيث كونه ابن زنا حيث إنه احتج بأن لا ذنب لي يوجب بعدي وطردي من الجنة فلو كان كافرا لم يحتج بهذا الكلام ولو احتج به لأتاه الجواب بأن طرده من الجنة لكفره، وما رواه في الكافي وغيره بسنده عن أبي خديجة عن الصادق (عليه السلام) (٣) قال: " لو كان أحد من ولد الزنا نجا لنجا سائح بني إسرائيل. فقيل له وما سائح بني إسرائيل؟ قال كان عابدا فقيل له إن ولد الزنا لا يطيب أبدا ولا يقبل الله تعالى منه عملا، قال فخرج يسيح في الجبال ويقول ما ذنبي؟ " وروى البرقي في المحاسن بسنده عن سدير الصيرفي (٤) قال: " قال أبو جعفر (عليه السلام) من طهرت ولادته دخل الجنة " وروى فيه أيضا بسنده عن عبد الله بن سنان عن الصادق ﴿عليه السلام﴾ (5) قال:
" خلق الله تعالى الجنة طاهرة مطهرة لا يدخلها إلا من طابت ولادته " وهذه الأخبار كما ترى صريحة في أن منع ابن الزنا من الجنة إنما هو من حيث خبث الولادة لا من