الطبرسي في كتاب مكارم الأخلاق (1) قال: " كان النبي (صلى الله عليه وآله) يكتحل في عينه اليمنى ثلاثا وفي اليسرى ثنتين، قال من شاء اكتحل ثلاثا في كل عين ومن فعل دون ذلك أو فوقه فلا حرج، وربما اكتحل وهو صائم وكانت له مكحلة يكتحل منها في الليل وكان كحله الإثمد " وفي كتاب الفقه الرضوي (2) قال: " إذا أردت أن تكتحل فخذ الميل بيدك اليمنى واضربه بالمكحلة وقل بسم الله وإذا جعلت الميل في عينك فقل اللهم نور بصري واجعل فيه نورا أبصر به حقك واهدني إلى طريق الحق وأرشدني إلى سبيل الرشاد اللهم نور علي دنياي وآخرتي " وقال في موضع آخر " روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال ادهنوا غبا واكتحلوا وترا " بيان: هنا فوائد (الأولى) أن الكحل المستحب وهو الذي ذكرت له هذه الخواص هو الإثمد وهو بكسر الهمزة حجر معروف يؤتى به الآن من مكة المشرفة يجلب إليها ثم يؤتى به منها، قال في مجمع البحرين: والإثمد بكسر الهمزة والميم حجر يكتحل به ويقال إنه معرب ومعادنه بالمشرق، ومنه الحديث " اكتحلوا بالأثمد " وعن بعض الفقهاء الإثمد هو الأصفهاني ولم يتحقق. انتهى.
(الثانية) المستفاد من هذه الأخبار باعتبار ضم بعضها إلى بعض أن الأفضل في الاكتحال أن يكون وترا في كل من العينين أو فيهما معا بأن يكون ثلاثة ثلاثة في كل واحدة أو خمسة أو سبعة فيهما معا بأن تكون الزيادة في العين اليمنى.
(الثالثة) ما دلت عليه صحيحة زرارة التي هي الثانية من الروايات المتقدمة من أن الكحل ينفع بالليل وزينة بالنهار مما يدفع ما توهمه بعض المتعسفين وربما سرى الوهم منه إلى بعض الفضلاء أيضا من ايجاب غسل الكحل من العين وقت الوضوء أو عدم الاكتحال لذلك لأنه يكون حائلا عن وصول ماء الوضوء إلى ما تحته أو يكون الماء به مضافا يخرج عن الاطلاق، وليت شعري كيف خفي هذا المعنى الذي اهتدى إليه هذا القائل على