ولو بالتسمية. وما ذكره في الروض من الدليل الدال على النجاسة في المجسم الحقيقي جار في المجسم بالمعنى الثاني فإن مطلق الجسمية توجب الحدوث، واعترضه ابنه في المعالم فقال:
وعندي في الدليل نظر لأن ظاهره كون المقتضي للنجاسة هو القول بالحدوث لا مجرد التجسيم ومن البين أن المجسم ينفي الحدوث قطعا فكأنه يتخيل برأيه الفاسد عدم المنافاة بين الجسمية والقدم. انتهى. وحينئذ فلا يلزم من القول بالجسمية الحدوث.
وأما المجبرة فإنه قد نقل غير واحد عن الشيخ القول بنجاستهم واعترضوه بالضعف ولم ينقلوا له دليلا على ذلك، وقال في المنتهى في باب الأسئار: يمكن أن يكون مأخذ الشيخ في حكمه بنجاسة سؤر المجبرة والمجسمة قوله تعالى: ".. كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون " (1) والرجس النجس، ثم قال: وتنجيس سؤر المجبرة ضعيف، وفي المجسمة قوة. ورد هذا الاستدلال للشيخ بالآية جملة ممن تأخر عنه بالضعف، قال في المعالم: ولعل نظر الشيخ إلى ما ذكره بعض المفسرين من دلالة قوله تعالى: " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم.. الآية " (2) على كفر المجبرة. أقول: الظاهر أنه أشار ببعض المفسرين إلى صاحب الكشاف حيث إنه من المعتزلة واستدل بهذه الآية على كفر المجبرة من الأشاعرة فلعل الشيخ هنا استند إلى هذه الآية، وتوجيه الاستدلال بها على ما ذكره في الكشاف أنها أخبار عما سوف يقوله المشركون ثم لما قالوه قال سبحانه " وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ " (3) يعنون بكفرهم وتمردهم أن شركهم وشرك آبائهم وتحريمهم ما أحل الله بمشيئة الله وإرادته ولولا مشيئة الله لم يكن شئ من ذلك كمذهب المجبرة بعينه، قال ومعنى قوله سبحانه: " كذلك كذب الذين من قبلهم " جاءوا بالتكذيب المطلق لأن الله تعالى ركب في العقول وأنزل في الكتب ما دل على