تقدمها وإنما التسمية حادثة والرجوع إلى المنقول أولى. انتهى. ومراده بالمنقول ما نقله عن ابن دريد.
ونقل في مجمع البحرين عن بعضهم أنه كانت الدراهم في الجاهلية مختلفة فكان بعضها خفافا وهي الطبرية وبعضها ثقالا كل درهم ثمانية دوانيق وكانت تسمى العبدية وقيل البغلية نسبت إلى ملك يقال له رأس البغل فجمع الخفيف والثقيل وجعلا درهمين متساويين فجاء كل درهم ستة دوانيق، ويقال إن عمر هو الذي فعل ذلك لأنه لما أراد جباية الخراج طلب بالوزن الثقيل فصعب على الرعية فجمع بين الوزنين واستخرجوا هذا الوزن. هذا ما ذكروه بالنسبة إلى تفسيره.
وأما بيان سعته فقد تقدم في كلام ابن الجنيد أن سعته كعقد الإبهام الأعلى، وفي كلام ابن إدريس المذكور هنا ما يقرب سعته من أخمص الراحة، ونقل في المعتبر عن ابن أبي عقيل إنه ما كان بسعة الدينار، قال في المعتبر بعد تفسيره له بالوافي الذي وزنه درهم وثلث كما قدمنا نقله عنه ونقل قولي ابن أبي عقيل وابن الجنيد: والكل متقارب والتفسير الأول أشهر، هذه عبارته.
قال في المعالم: وقال بعض الأصحاب أنه لا تناقض بين هذه التقديرات لجواز اختلاف أفراد الدرهم من الضارب الواحد كما هو الواقع وأخبار كل واحد عن فرد رآه، ثم قال بعد نقل ذلك: وهذا الكلام إنما يتم لو لم يكن في التفسير خلاف وإلا فمن الجائز استناد الاختلاف في التقدير إلى الاختلاف في التفسير ولم يعلم من حال الذين حكى كلامهم في التقدير أنهم متفقون على أحد التفسيرين، فإن ابن الجنيد لم يتعرض في كلامه الذي رأيناه لذكر البغلي فضلا عن تفسيره ولم ينقل عنه أحد من الأصحاب في ذلك شيئا، والكلام الذي حكاه المحقق عن ابن أبي عقيل خال من التعرض للفظ البغلي أيضا، وأما ابن إدريس فقد عزى إليه المصير إلى التفسير الثاني وبناء التقدير عليه، والعجب من جماعة من الأصحاب أنهم بعد اعترافهم بوقوع الاختلاف هنا قالوا أن