لما تقدم في حديثي الخصال والأمان من الأخطار من أكثرية التسريح من تحت على التسريح من فوق ولعل هذا الخبر محمول على الآكد. والله العالم.
(فصل) روى ثقة الاسلام في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) قال: " قال النبي (صلى الله عليه وآله) ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفى أو أدرد " بيان: قد تقدم معنى الحفاء بالحاء المهملة والفاء وهو مبالغة في الاستقصاء، والدرد هو سقوط الأسنان يقال درد دردا من باب تعب سقطت أسنانه وبقيت أصولها فهو أدرد والأنثى درداء مثل أحمر وحمراء وبه كنى أبو الدرداء، والمراد هنا حتى خفت ذهاب أسناني من كثرة السواك، واستظهر جملة من المحدثين أن الترديد من بعض الرواة. وعن جميل بن دراج في الصحيح أو الحسن عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصاني جبرئيل بالسواك حتى خفت على أسناني " وعن إسحاق بن عمار في الموثق (3) قال: " قال أبو عبد الله (عليه السلام) من أخلاق الأنبياء السواك " وعن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) (4) قال: " السواك من سنن المرسلين ".
وعن مهزم الأسدي (5) قال: " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في السواك عشر خصال: مطهرة للفم ومرضاة للرب ومفرحة للملائكة وهو من السنة ويشد اللثة ويجلو البصر ويذهب بالبلغم ويذهب بالحفر " ورواه البرقي في المحاسن، بيان: قيل الحفر بثر في أصول الأسنان أو تقشير فيها أو صفرة تعلوها والخصلتان الباقيتان إما مطويتان في مقام التفصيل أو ساقطتان من قلم النساخ. وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) (6) قال " في السواك اثنتي عشرة خصلة، هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرب ويذهب بالغم ويزيد في الحفظ ويبيض الأسنان ويضاعف الحسنات ويذهب بالبلغم ويشد اللثة ويشهي الطعام وتفرح به الملائكة " ورواه البرقي