ولا يجوز أن يرادا معا وإلا لزم استعمال المشترك في كلا معنييه أو استعمال اللفظ في معنيين الحقيقة والمجاز وذلك باطل، ثم إنه أجاب عن الاحتجاج بالمنع من الحديث فإنه مرسل، سلمنا لكن قول الراوي " كره " ليس إشارة إلى النهي بل الكراهة التي في مقابلة الإرادة وقد تطلق على ما هو أعم من المحرم والمكروه، سلمنا لكن الكراهة قد تطلق على النهي المطلق فيحمل عليه. انتهى.
وقال شيخنا أبو الحسن الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني في بعض تحقيقاته وقد سأل عن ولد الزنا: هل يحتمل أن يدخل الجنة مع إمكان أن يكون مؤمنا متشرعا؟ فأجاب (قدس سره) بما ملخصه أن جواز ايمانه وامكان تدينه عقلا مما لا خلاف فيه كيف ولو لم يكن كذلك لزم التكليف بالمحال وهو باطل عقلا ونقلا، وإنما الخلاف في الوقوع هل يقع منه الايمان والتدين أم يقطع بعدم وقوع ذلك؟ والمنقول عن رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه والمرتضى علم الهدى وأبي عبد الله ابن إدريس الحلي روح الله أرواحهم وقدس أشباحهم هو الثاني وهو أنه لا يكون إلا كافرا بمعنى أنه لا يختار إلا الكفر، وهم لا ينكرون أنه لو فرض ايمانه وتدينه أمكن دخول الجنة بل وجب وإن كان عندهم أن هذا الفرض غير واقع لأنه لا بد وأن يختار من قبل نفسه الكفر، وفي ظواهر الأخبار ما يشهد بهذا القول مثل قوله (عليه السلام) (1) " ولد الزنا شر الثلاثة " ومثل قوله (عليه السلام) (2) " لا يبغضك يا علي إلا ولد الزنا " ثم نقل خبرا عن الكافي (3) يتضمن قوله: " إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي بما قال ولا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان. فقيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي الناس شرك شيطان؟ فقال أما تقرأ قول الله عز وجل: