ورواية يزيد بن خليفة (1) وهو رجل من بني الحارث بن كعب قال: " أتيت المدينة وزياد بن عبيد الله الحارثي عليها فاستأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه وسلمت عليه وتمكنت من مجلسي فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني رجل من بني الحارث بن كعب قد هداني الله تعالى إلى محبتكم ومودتكم أهل البيت. قال فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف اهتديت إلى مودتنا أهل البيت فوالله إن محبتنا في بني الحارث بن كعب لقليل؟ قال: فقلت له جعلت فداك إن لي غلاما خراسانيا وهو يعمل القصارة وله همشهريجون أربعة وهم يتداعون كل جمعة فتقع الدعوة على رجل منهم فيصب غلامي في كل خمس جمع جمعة فيجعل لهم النبيذ واللحم، قال ثم إذا فرغوا من الطعام واللحم جاء بأجانة فملأها نبيذا ثم جاء بمطهرة فإذا ناول انسانا منهم قال لا تشرب حتى تصلي على محمد وآل محمد، واهتديت إلى مودتكم بهذا الغلام. قال فقال لي استوص به خيرا واقرأه مني السلام وقل له يقول لك جعفر بن محمد (عليه السلام) انظر إلى شرابك هذا الذي تشربه فإن كان يسكر كثيره فلا تقربن قليله فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال كل مسكر حرام.. الحديث " فانظر إلى ظهور هذا الخبر في عموم تحليل النبيذ مطلقا عدا المسكر منه فإن المقام مقام البيان والحاجة وقصده (عليه السلام) هداية ذلك الغلام إلى الحلال دون الحرام، فلو كان هنا فرد آخر من النبيذ غير المسكر حراما لنبه عليه ولمنعه من شربه.
ورواية الفضيل بن يسار عن الباقر (عليه السلام) (2) قال: " سألته عن النبيذ فقال حرم الله تعالى الخمر بعينها وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأشربة كل مسكر " والتقريب أن السائل سأل عن النبيذ وما يحل منه وما يحرم فأجاب (عليه السلام) بأن الذي حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأشربة هو ما أسكر