الحرم، فقال له يا محمود فحرك رأسه، فقال له: أتدري لم جئ بك؟ فقال برأسه:
لا، فقال: جاؤوا بك لتهدم بيت ربك أتفعل؟ فقال برأسه: لا، قال: فانصرف عنه عبد المطلب، وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم، فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول، فضربوه فامتنع من الدخول، وضربوه فامتنع فأداروا به نواحي الحرم كلها، كل ذلك يمتنع عليهم فلم يدخل، وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذي برأس الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد إلا رجل هرب، فجعل يحدث الناس بما رأى إذ طلع عليه طير منها فرفع رأسه فقال: هذا لطير منها، وجاء الطير حتى حاذى رأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.
2 وعن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن العرب لم يزالوا على شئ من الحنيفية يصلون الرحم، ويقرون الضيف، ويحجون البيت، ويقولون:
اتقوا مال اليتيم، فان مال اليتيم عقال، ويكفون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة، وكانوا لا يملا لهم إذا انتهكوا المحارم، وكانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلقونه في أعناق الإبل، فلا يجتري أحد أن يأخذ من تلك الإبل حيث ذهبت، ولا يجتري أحد أن يعلق من غير لحاء شجر الحرم، أيهم فعل ذلك عوقب، فأما اليوم فأملى لهم، ولقد جاء أهل الشام ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس، فبعث الله عليهم سبحانه كجناح الطير فأمطرت عليه صاعقة، فأحرقت سبعين رجلا حول المنجنيق.
(17640) 3 وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث) إن تبعا لما أن جاء من قبل