____________________
الناس من عرفات، فلم يلبث معهم بجمع، ومضى إلى منى متعمدا أو مستخفا فعليه بدنة " (1) فإنها ظاهرة في أنه أفاض من عرفات مع الناس إلى جمع، ومضى إلى منى، ولم يتوقف معهم فيه مطلقا، وحملها على عدم التوقف والمكث معهم في فترة ما بين الطلوعين فحسب خلاف الظاهر، وعلى هذا فإذا أفاض الحاج من عرفات مع الناس، ومضى إلى منى مارا بالمشعر، وبدون أي توقف فيه صح حجه على الأظهر، وإن كان ذلك عن عمد والتفات بمقتضى هذه الصحيحة التي هي ظاهرة في أنه فعل ذلك عامدا وملتفتا. وعلى هذا الأساس من أفاض من عرفات ومضى إلى منى ليلا مارا بالمشعر الحرام، فان كان جاهلا بالحكم صح حجه وعليه كفارة شاة، وإن كان عالما به فقد تقدم أنه لا يبعد صحة حجه، ولكن عليه كفارة بدنة، وأما إذا أفاض من عرفات مع الناس ومضى إلى منى من طريق آخر لا يكون مارا بالمشعر، فان كان جاهلا بالحكم، فالأظهر صحة حجه لاطلاق قوله (عليه السلام) في صحيحة معاوية المتقدمة " من أدرك أحد الموقفين فقد أدرك الحج " وأما الكفارة فالظاهر عدم وجوبها، لأن دليلها قاصر عن شمول هذه الصورة، وإن كان عالما بالحكم، أو جاهلا غير معذور بطل حجه، لأنه تارك للوقوف في المشعر متعمدا.
إلى هنا قد استطعنا أن نخرج بهذه النتيجة، وهي ان الركن مسمى الكون والتواجد في المشعر من أول ليلة يوم العيد إلى طلوع الشمس وإن كان بنحو المرور به، بدون أي توقف ومكث فيه.
(1) الأمر كما أفاده (قدس سره) لعدم الدليل على الصحة في هذه الصورة،
إلى هنا قد استطعنا أن نخرج بهذه النتيجة، وهي ان الركن مسمى الكون والتواجد في المشعر من أول ليلة يوم العيد إلى طلوع الشمس وإن كان بنحو المرور به، بدون أي توقف ومكث فيه.
(1) الأمر كما أفاده (قدس سره) لعدم الدليل على الصحة في هذه الصورة،