أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الشيخ.
حذيفة بن اليمان القطعي العبسي أبو عبد الله حليف بني عبد الأشهل.
وفاته ومدفنه توفي بالمدائن في 5 صفر سنة 36، وذلك لما ستعرف من أنه توفي بعد بيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام بأربعين يوما، وكانت بيعته لخمس بقين من ذي الحجة سنة 35. وفي الاستيعاب: مات حذيفة سنة 36، والأول أصح اه. وفي المستدرك للحاكم بسنده عن عبد الله بن نمير قال: مات حذيفة سنة 36 وقيل إنه مات بعد عثمان بأربعين ليلة وبسنده عن محمد بن عمر الواقدي عاش حذيفة إلى أول. خلافة علي سنة 36 وزعم بعضهم ان وفاته كانت بالمدائن سنة 35 بعد مقتل عثمان بأربعين ليلة. ثم روى بسنده عن محمد بن جرير قال هذا القول - يعني وفاته سنة 35 - خطا وأظن لصاحبه اما ان يكون لم يعرف الوقت الذي قتل فيه عثمان، واما ان يكون لم يحسن ان يحسب، وذلك لأنه لا خلاف بين أهل السير كلهم أن عثمان قتل في ذي الحجة من سنة 35 من الهجرة، وقالت جماعة منهم: قتل لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه. فإذا كان مقتل عثمان في ذي الحجة وعاش حذيفة بعده أربعين ليلة، فذلك في السنة التي بعدها اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 36: فيها مات حذيفة بن اليمان بعد قتل عثمان يسير ولم يدرك الجمل. وفي تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن سعد: جاء نعي عثمان وحذيفة بالمدائن ومات حذيفة بها سنة 36 اجتمع على ذلك محمد بن عمر - يعني الواقدي - والهيثم بن عدي، ثم روى بسنده عن بلال بن يحيى: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة، وبسنده عن عمرو بن علي ومحمد بن المثنى أبي موسى قالا: مات حذيفة بن اليمان بالمدائن سنة 36 قبل قتل عثمان بأربعين ليلة. وقولهما قبل قتل عثمان خطأ لأن عثمان قتل في آخر سنة 35 اه. وفي تاريخ دمشق قال أبو نعيم:
مات حذيفة بعد قتل عثمان بن عفان وروي انه عاش بعده أربعين ليلة، وأكثر الروايات انه مات سنة 36 وقيل سنة 35 والله أعلم اه. وفي مروج الذهب: كان حذيفة عليلا بالكوفة (1) في سنة 36 فبلغه قتل عثمان وبيعة علي، إلى أن قال: ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام وقيل بأربعين يوما اه. وفي طبقات ابن سعد قال محمد بن عمر (الواقدي):
مات حذيفة بالمدائن بعد قتل عثمان بن عفان وجاء نعيه وهو يومئذ بالمدائن، ومات بعد ذلك بأشهر سنة 36 اه وقبره بالمدائن مزور معروف كان قريبا من الشط فخيف طغيان الماء عليه فنقل ترابه إلى مشهد سلمان في زماننا هذا، وعمل له ضريح وزرناه مرتين ثانيتهما في سنة 1352. ونقل الكفعمي في حاشية كتابه المعروف بالمصباح عن تلخيص الآثار أن قبره بالمدائن. ونقل عن جمال الدين بن داود أن حذيفة توفي بالكوفة (اه).
وابن داود، كما يأتي، لم يقل انه توفي بالكوفة وانما قال: انه سكن الكوفة وتوفي بالمدائن، وكان نسخته من رجال ابن داود كانت مغلوطة، نعم يظهر ذلك من المسعودي كما مر وليس بصواب.
نسبه في الاستيعاب وأسد الغابة: أنه حذيفة بن اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن قطيعة (2) ابن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان. وفي تاريخ بغداد: حذيفة بن اليمان واليمان لقب واسمه حسل ويقال حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن وقيل اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن ربيعة بن قطيعة الخ. وفي الطبقات الكبير لابن سعد حذيفة بن اليمان وهو ابن حسيل (3) بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وهو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس. وفي المستدرك للحاكم بسنده عن محمد بن عمر قال: حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وجروة هو اليمان الذي ولده حذيفة. وفي الإصابة: حذيفة بن اليمان العبسي هو حذيفة بن حسيل أو حسل المعروف باليمان بن جابر بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس فصاحبا الاستيعاب وأسد الغابة:
قدما عمرو على ربيعة وصاحبا الطبقات والمستدرك عكسا وصاحب الإصابة أسقط ابن عمرو، ولعل اسقاطه من النساخ، والأربعة قالوا جروة وهو وحده جعل بدله فروة، والظاهر أنه تصحيف من النساخ.
من هو الملقب باليمان وسبب تلقيبه بذلك دل كلام الطبقات المتقدم ان اليمان لقب لأبيه حسل ولجده جروة كليهما، وكذلك كلام الاستيعاب الآتي، وصاحب الإصابة ليس في كلامه المتقدم ان اليمان يلقب به جده، بل الذي صرح به أنه لقب أبيه وصاحب المستدرك وصرح في كلامه السابق بان اليمان لقب جروة ولم يقل انه يلقب به أبوه، لكن قوله الذي ولده حذيفة بظاهره غير صحيح فان حذيفة ليس ولد جروة الا ان يريد من الولد الحفيد وربما كان في عبارته سقط من النساخ، فان كون اليمان لقب أبيه متفق عليه وربما كان صوابها وجروة هو اليمان وهو لقب حسيل الذي ولده حذيفة أو نحو ذلك. وابن الأثير، كما يأتي جعل اليمان لقب أبيه، ونقل عن ابن الكلبي أنه لقب جده جروة.
(واليمان) نسبة إلى اليمن، وقياس النسبة فيه يمني، ولكنهم قالوا:
يماني، ويمان بحذف ياء النسبة على خلاف القياس وكأنهم في يمان جعلوا الألف عوضا عن ياء النسبة المحذوفة وربما قالوا يمني على القياس. اما سبب تلقيبه باليمان ففي الاستيعاب: انما قيل لأبيه حسيل اليمان لأنه من ولد اليمان جروة بن الحارث وكان جروة أيضا يقال له اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية. وفي أسد الغابة اليمان لقب حسل بن جابر، وقال ابن الكلبي: هو لقب جروة بن الحارث، وانما قيل له ذلك - أي لجروة - لأنه أصاب دما في قومه فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل من الأنصار فسماه قومه اليمان لأنه حالف الأنصار وهم من اليمن. وفي المستدرك بسنده عن الواقدي: جروة هو اليمان الذي ولده حذيفة وانما قيل له اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية اه. وفي الإصابة: كان أبوه قد أصاب دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لكونه حالف اليمانية وتزوج والدة حذيفة فولد له بالمدينة. وفي شذرات الذهب: سمي حذيفة بن اليمان لان جده حالف بني عبد الأشهل وهم من اليمن اه. وفي تهذيب التهذيب اسم اليمان حسيل ويقال حسل بن جابر العبسي حليف بني عبد الأشهل هرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية اه. والاختلاف بين هذه