علينا. وقال ابن عقدة: روى محمد بن أحمد البراء الصائغ عن أحمد بن الفضل عن حنان بن سديرن عن زياد بن أبي الحلال أن الصادق عليه السلام ترحم على جابر وقال إنه كان يصدق علينا، ولعن المغيرة وقال: انه كان يكذب علينا. وقال ابن الغضائري جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه ولكن جل من يروي عنه ضعيف، فممن أكثر الرواية عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ومفضل بن صالح السكوني ومنخل بن جميل الأسدي، وأرى الترك لما روى هؤلاء عنه والوقف في الباقي إلا ما خرج شاهدا. وقال النجاشي: جابر بن يزيد الجعفي، لقي أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام. وذكر ما مر إلى قوله ليس هذا موضعا لذكرها، ثم قال: والأقوى عندي الوقف فيما يرويه هؤلاء عنه كما قال الشيخ ابن الغضائري رحمه الله اه. وفي منهج المقال: قول العلامة في الخلاصة:
والأقوى عندي التوقف فيما يرويه هؤلاء مشعر بأنه يقبل ما يرويه عنه الثقات ولعله الصواب فان تلك الاشعار ان كانت مما قيل فيه فلعل ذلك لسخافة ما نقل عنه هؤلاء الضعفاء وان نقلت عنه أو مضمونها فلعل ذلك أيضا من فعل هؤلاء، على أن قائل الاشعار غير معلوم الآن لنا.
وكان مستند نسبة الاختلاط إليه ليس إلا هذا والله أعلم اه وفي التعليقة قول النجاشي: غمز فيهم الظاهر أنه إشارة إلى غمز ابن الغضائري ولم يسند إلى نفسه. ويشير إلى أنه متأمل في ذلك أنه لم يطعن على خصوص بعضهم في ترجمته، ومر في الفوائد حال غمز ابن الغضائري - اي أنه لا يعتمد على تضعيفه - وعلق على قوله: كان شيخنا أبو عبد الله الخ بقوله:
لكن الظاهر من عبارته أي المفيد في رسالته في الرد على الصدوق وثاقته حيث ذكر في جملة الروايات التي ادعى أنها صادرة من فقهاء أصحابهم عليهم السلام والرؤساء الاعلام رواية جابر الجعفي (أقول) قال المفيد في رسالته التي صنفها في الرد على أصحاب العدد في شهر رمضان: وأما رواة الحديث بأن شهر رمضان يكون تسعة وعشرين يوما ويكون ثلاثين فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام والاعلام الرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام الذين لا مطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة، ثم شرع في ذكرهم وذكر رواياتهم وذكر من جملة تلك الروايات رواية جابر بن يزيد الجعفي. ثم قال في التعليقة: وقال جدي: والذي يخطر ببالي من تتبع اخباره أنه كان من أصحاب أسرارهما عليهما السلام - أي الباقر والصادق - وكان يذكر بعض المعجزات التي لا يدركها عقول الضعفاء فنسبوا اليه ما نسبوا افتراء لا سيما الغلاة والعامة. وروى مسلم في أول كتابه ذموما كثيرة في جابر والكل يرجع إلى الرفض والى القول بالرجعة، وكان مشتهرا بينهم وعمل على اخباره جل أصحاب الحديث، ولم نطلع على شئ يدل على غلوه واختلاطه سوى خبر ضعيف رواه الكشي ووثقه خالى. وابن الغضائري مع اكثاره في الطعن على الأجلة قال فيه:
ثقة في نفسه ولكن جل من يروي عنه ضعيف وهذا ينادي بكمال وثاقته وقوله - أي العلامة - كما قال الشيخ ابن الغضائري فيه شئ، إلا أن الامر سهل. وفي الروضة عن جابر قال: حدثني محمد بن علي سبعين حديثا لم أحدث بها قط أحدا فلما مضى محمد بن علي ثقلت على عنقي وضاق بها صدري فأتيت الصادق عليه السلام إلى أن قال: دل رأسك فيها - اي الحفرة - وقل حدثني محمد بن علي بكذا وكذا ثم طنه فان الأرض تستر عليك، قال جابر فعلت ذلك فخف عني ما كنت أجده. وفي الكافي في باب ان الجن تأتيهم وتسألهم بسنده عن النعمان بن بشير قال: كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي، فلما أن كنا بالمدينة دخل على أبي جعفر عليه السلام فودعه فخرج من عنده وهو مسرور حتى وردنا الاخيرجة فصلينا الزوال فلما نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب فتناوله وقبله ووضعه على عينيه فإذا هو من محمد بن علي إلى جابر بن يزيد عليه طين أسود رطب فقال متى عهدك بسيدي؟ قال له: قبل الساعة أو بعدها فقال بعد الصلاة.
ففك الخاتم واقبل يقرؤه ويقبض وجهه حتى أتى على آخره ثم أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكا ولا مسرورا حتى وافي الكوفة، فلما وافينا ليلا بت ليلتي فلما أصبحت اتيته اعظاما له فوجدته قد خرج علي وفي عنقه كعاب قد علقها وقد ركب قصبة وهو يقول أجد منصور بن جمهور أميرا غير مأمور الحديث قال والحديث الآتي عن الكشي الذي فيه اختلف أصحابنا في أحاديث جابر في بصائر الدرجات نقل الرواية هكذا: أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال قال اختلف الناس في جابر بن يزيد وأحاديثه وأعاجيبه، وهذا يدل على أن منشأ الاختلاف نقل الأعاجيب عنهم عليهم السلام أو صدورها منه، فيؤيد هذا ما ذكره جدي أن منشأ الحكم بالغلو أمثال هذه وقول النجاشي: هذا حديث موضوع لعله من مثل هذا يرمون أمثاله بالغلو كما يظهر منهم في غير واحد من التراجم ولا يخفى فساده سيما بعد ملاحظة انه روى روايات صريحة في خلاف الغلو إذ الروايات الصادرة عنه في خلاف الغلو من الكثرة بحيث لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن التوجيه لصراحتها كما لا يخفى على المطلع اه.
وصنف أحمد بن محمد بن عبد الله بن عياش صاحب كتاب مقتضب الأثر وغيره كتابا في اخبار جابر الجعفي كما مر في ترجمته، وقال الكشي في رجاله: في جابر بن يزيد الجعفي: حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر فقال ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة وما دخل علي قط. حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت أنا أسال أبا عبد الله عليه السلام فلما دخلت ابتدأني فقال: رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا. حمدويه قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عبد الحميد بن أبي العلا قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد فإذا الناس مجتمعون فأتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء وإذا هو يقول حدثني وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي عليهما السلام فقال الناس جن جابر، جن جابر (آدم بن محمد البلخي) حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق حدثنا علي بن محمد حدثني علي بن سليمان حدثني الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان عن المفضل بن عمر الجعفي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر فقال تحدث به السفلة فيذيعونه أما تقرأ في كتاب الله عز وجل فإذا نقر في الناقور ان منا إماما مستترا فإذا أراد الله إظهار امره نكت في قلبه فظهر فقام بأمر الله (جبريل بن أحمد) حدثني الشجاعي عن محمد بن الحسين عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا شاب فقال من أنت قلت من أهل الكوفة قال ممن قلت من جعفي قال ما أقدمك إلى المدينة قلت طلب العلم قال ممن قلت منك قال فإذا سألك أحد من أين أنت فقل من أهل المدينة قلت أسألك