فعاذ جابر بأم سلمة فأرسلت إلى بسر بن أرطأة فقال لا أؤمنه حتى يبايع فقالت له أم سلمة اذهب فبايع وقالت لابنها عمر اذهب فبايع فذهبا وبايعا. قال إبراهيم: وروى الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول لما خفت بسرا وتواريت عنه قال لقومي لا أمان لكم عندي حتى يحضر جابر فأتوني وقالوا: ننشدك الله لما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك فإنك ان لم تفعل قتلت مقاتلينا وسبيت ذرارينا فاستنظرتهم إلى الليل فلما أمسيت دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع احقن دمك ودماء قومك فاني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع وإني لأعلم انها بيعة ضلالة وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قدم جابر مصر أيام مسلمة بن مخلد وقال ابن منده:
قدم جابر الشام وأخرج ابن عساكر عن جابر أنه قال انطلقنا من غزوة تبوك فمر بي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالليل وجملي قد قام وأنا أحط عنه فقال من هذا؟
قلت جابر قال ما لك؟ قلت جملي قد قام وأنا أحط عنه فقال أردد عليه متاعك واركبه فدنا منه فمسه فقام بي الجمل فجعلت لا أضبطه في السير ثم قال لي يا جابر تبيعني جملك قلت نعم فقال بكم قلت بدرهم قال لا يكون جمل بدرهم قلت بدرهمين فقال لا اخذته منك إلا بأربعين درهما وحملناك عليه في سبيل الله ثم قال يا جابر يوشك أن تأتي المدينة فتنام على فراشك فقلت يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق ما لنا فراش ننام عليه إلا أن أرضنا رملة فنرشها بالماء فننام عليها وروى ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله قال لما انصرفنا راجعين - يعني من غزوة ذات الرقاع - فكنا بالسفرة قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا جابر ما فعل دين أبيك قلت يا رسول الله هو عليه انتظر ان نجذ نخله فقال إذا جذذت فاحضرني واعزل العجوة على حدتها وألوان التمر على حدتها وقال من صاحب دين أبيك قلت أبو الشحم اليهودي له على أبي تبعة (بقية ظ) من تمر فجعلت الصيحاني على حدة وأمهات الحداديق على حدة والعجوة على حدة ثم عمدت إلى جماع من التمر على اختلاف أنواعه وهو أقل التمر فجعلته جبلا واحدا فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى التمر مصنفا قال اللهم بارك له ثم انتهى إلى العجوة فمسها ومس أصناف التمر ثم قال ادع غريمك فجاء أبو الشحم فاكتال حقه كله جبل واحد وهو العجوة فقال يا جابر هل بقي على أبيك شئ قلت لا وبقي سائر التمر فأكلنا منه دهرا وبعنا منه حتى أدركت الثمرة من قابل ولقد كنت أقول لو بعت أصلها ما بلغت ما على أبي من الدين فلقد رأيتني والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي ما فعلت في دين أبيك فقلت قد قضاه الله فقال اللهم اغفر لجابر فاستغفر لي في ليلة خمسا و عشرين مرة. وقال قال جابر دخلت على الحجاج فما سلمت عليه، وقال زيد بن اسلم ان جابرا كف بصره وذكر امامه يوما ما يلبسه السلطان من الخز والوشي وما يصنع فقال ليت سمعه قد ذهب كما ذهب بصره حتى لا يسمع من أحاديث السلطان شيئا ولا يبصره.
ودخل على عبد الملك بن مروان فرحب به وقربه فقال له جابر يا أمير المؤمنين هذه طيبة إن رأيت أن تصل أرحام أهلها وتعرف حقهم فكره عبد الملك ذلك منه واعرض عنه وجعل جابر يلح عليه فأومأه إليه فسكت فلما خرج قال له قبيصة ان هؤلاء القوم صاروا ملوكا فقال له جابر ابلاك الله بلاء حسنا، فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع فقال إنه لا يسمع إلا ما يوافقه وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن بها على زمانك، فقبلها جابر. وأخرج ابن عساكر عن جابر قال عادني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدني مريضا لا أعقل فدعا بماء فتوضأ ثم رش علي منه فأفقت فقلت كيف اصنع في مالي يا رسول الله فأنزل الله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وفي لفظ فقلت يا رسول الله انه لا يرثني إلا كلالة فنزلت اية الفرائض اه وقوله لا يرثني إلا كلالة ينافي ما رواه ابن عساكر في آخر ترجمة جابر أن أبان بن عثمان ارسل إلى أولاد جابر يقول: إذا مات أبوكم فلا تقبروه حتى أصلي عليه الحديث.
بعض ما روي من طريق جابر عن مسند أحمد أنه روى عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هلاك بالرجل يدخل عليه الرجل من اخوانه فيحتقر ما في بيته ان يقدمه له، وهلاك بالقوم ان يحتقروا ما قرب إليهم اه. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن جابر أنه قال: كانت الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين كان الظل مثل الشراك ثم صلى العصر حين كان الظل (للشئ) مثله ثم صلى المغرب حين غابت الشمس ثم صلى العشاء حين غاب الشفق ثم صلى بنا الفجر ثم صلى الظهر حين كان ظل كل شئ مثله ثم صلى العصر حين كان ظل كل شئ مثليه قدر ما يسير الراكب إلى ذي الحليفة العنق ثم صلى المغرب حين غاب الشفق ثم صلى العشاء حين ذهب ثلث الليل ثم صلى بنا الفجر فأسفر فقيل له كيف نصلي مع الحجاج وهو يؤخر فقال ما صلاها للوقت فصلوا معه فإذا اخر فصلوها لوقتها واجعلوها معه نافلة اه.
بعض ما روي عن جابر من الحكم في تاريخ دمشق لابن عساكر كان جابر يقول تعلموا العلم ثم تعلموا الحلم ثم تعلموا العلم ثم تعلموا العمل بالعلم ثم أبشروا.
التمييز عن جامع الرواة أنه نقل رواية ابن الزبير وأبي حمزة وجابر بن يزيد الجعفي وأبي إسحاق وسعيد بن المسيب وإسحاق بن عمار عنه وأنه نقل رواية الأخير عنه عن أبي عبد الله عليه السلام مع أن جابرا لم يدرك الصادق عليه السلام ولما كان هذا الناقل عن جامع الرواة لا يوثق بنقله لم يكن لنا ثقة بوجود ذلك في جامع الرواة ويمكن كون رواية بعض ما من ذكر عنه بالواسطة وعن الشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي بن بابويه القمي نزيل الري في كتابه نوادر الأثر بعلي خير البشر رواية عاصم بن عمرو وعطية العوفي وسالم بن أبي الجعد وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي الزبير عنه اه وفي أسد الغابة: روى عنه محمد بن علي بن الحسين وعمرو بن دينار وأبو الزبير المكي وعطاء ومجاهد وغيرهم اه وفي مشتركات الطريحي باب جابر المشترك بين جماعة لاحظ (لا حال) لهم في التوثيق ما عدى جابر بن يزيد الجعفي ولا يخفى ما فيه أهو مثله بعينه في مشتركات الكاظمي كما أن قوله ولا يخفى ما فيه موجود في كلا الكتابين لكن الظاهر أن وجودها في عبارة الطريحي إلحاق من بعض الناس للإشارة إلى الرد عليه بكون جابر من أجل الثقات وإنما هي عبارة الكاظمي فقط للرد على شيخه الطريحي إلا أنه كان يلزم أن يذكر كل منهما مميزاته.
وفي تهذيب التهذيب: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن أبي بكر وعمر وعلي وأبي عبيدة وطلحة ومعاذ بن جبل وعمار بن ياسر وخالد بن الوليد وأبي بردة بن نيارو أبي قتادة وأبي هريرة وأبي سعيد وعبد الله بن أنيس وأبي حميد