(الخبر) روى ابن عيينة بالاسناد عن سفيان عن جابر الجعفي أنه قال:
انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي، ثم انتقل من علي إلى الحسن، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا. وعن سفيان - ابن عيينة -: سمعت من جابر الجعفي كلاما فبادرت خفت ان يقع على السقف. قال سفيان:
كان يؤمن بالرجعة. وقال الجوزجاني: كذاب سألت أحمد عنه فقال:
تركه عبد الرحمن فاستراح. إسحاق بن موسى: سمعت أبا جميلة يقول لجابر الجعفي: كيف تسلم على المهدي؟ قال إن قلت لك كفرت:
الحميدي عن سفيان: سأل رجل جابرا الجعفي عن قوله تعالى (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي)، قال لم يجئ تأويلها بعد. قال سفيان: كذب! قلت وما أراد بهذا؟ قال الرافضة تقول: ان عليا في السماء لا يخرج مع من يخرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء (اخرجوا مع فلان) يقول جابر: هذا تأويل هذا لا ترو عنه كان يؤمن بالرجعة كذب، بل كانوا اخوة يوسف قيل لشعبة: تركت رجالا ورويت عن جابر الجعفي؟ قال: روى أشياء لم أصبر عنها وفي تهذيب التهذيب: لم طرحت فلانا وفلانا ورويت عن جابر؟ قال: لأنه جاء بأحاديث لم نصبر عنها. أبو داود: سمعت شعبة يقول: أيش جاءهم به جابر؟ جاءهم بالشعبي لولا الشعر لجئناهم بالشعبي (1) ورأيت زكريا بن أبي زائدة يزاحمنا عند جابر فقال لي سفيان: نحن شباب وهذا الشيخ ما له يزاحمنا. ثم قال لنا شعبة: لا تنظروا إلى هؤلاء المجانين الذين يقعون في جابر. هل جاءكم بأحد لم يلقه. قال ابن عدي: عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة، وليس لجابر الجعفي في سنن أبي داود والنسائي سوى حديث واحد في سجود السهو. وقال ابن حبان: كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، يقول إن عليا يرجع إلى الدنيا. ثم روى بسنده عن الجراح بن مليح سمعت جابرا يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها. وبسنده عن زائدة: جابر الجعفي رافضي يقول في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. سأل رجل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي قوله (حدثني وصي الأوصياء) فقال سفيان هذا أهونه. وفي تهذيب التهذيب: جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي أبو عبد الله ويقال أبو يزيد وذكر ما مر عن الميزان في مدحه وقدحه وزاد عن زهير بن معاوية كان جابر إذا قال سمعت أو سالت فهو من أصدق الناس وقال معلى بن منصور قال لي أبو عوانة كان سفيان وشعبة ينهياني عن جابر الجعفي وكنت أدخل عليه فأقول من كان عندك فيقول شعبة وسفيان وعن يحيى بن سعيد، تركنا حديث جابر قبل ان يقدم علينا الثوري وقال عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه كان عبد الرحمن يحدثنا عنه قبل ذلك ثم تركه. وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث وقال أيضا: يؤمن بالرجعة اتهم بالكذب. وقال ابن عدي له حديث صالح، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري، وقد احتمله الناس وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة، وهو مع هذا إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق.
وقال العقيلي في الضعفاء كذبه سعيد بن جبير وقال العجلي كان ضعيفا يغلو في التشيع وكان يدلس وقال الساجي في الضعفاء كذبه ابن عيينة وقال الميموني قلت لأحمد بن خداش: أ كان جابر يكذب؟ قال أي والله وذاك في حديثه بين. وقال أبو العرب الصقلي في الضعفاء. سئل شريك عن جابر فقال: ما له العدل الرضي ومد بها صوته. وقال أبو العرب: خالف شريك الناس في جابر. وقال الشعبي لجابر ولداود بن يزيد: لو كان لي عليكما سلطان ثم لم أجد إلا الإبر لشككتكما بها. وقال أبو بدر كان جابر يهيج به مرة (2) في السنة مرة، فيهذي ويخلط في الكلام فلعل ما حكي عنه كان في ذلك الوقت. وخرج أبو عبيد في فضائل القرآن حديث الأشجعي عن مسعر: حدثنا جابر قبل ان يقع فيما وقع فيه، قال الأشجعي: ما كان من تغير عقله. وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم. وقال ابن حبان: فان احتج محتج بان شعبة والثوري رويا عنه، قلنا، الثوري ليس من مذهبه ترك الرواية عن الضعفاء، وأما شعبة وغيره فرأوا عنده أشياء لم يصبروا عنها وكتبوها ليعرفوها، فربما ذكر أحدهم عنه الشئ على جهة التعجب. واخبرني ابن فارس: ثنا محمد بن رافع رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون ومعه كتاب زهير عن جابر الجعفي، فقلت: يا أبا عبد الله تنهوننا عن حديث جابر وتكتبونه؟
قال لنعرفه. وقال أحمد: كان ابن مهدي والقطان لا يحدثان عن جابر بشئ، وكان أهل ذلك. وقال الأثرم: قلت لأحمد: كيف هو عندك؟
قال ليس له حكم يضطر إليه ويقول سألت سألت، ولعله سأل، فقال أحمد بن الحكم: كتبت أنا وأنت عن علي بن بحر عن محمد بن الحسن الواسطي عن مسعر قال: كنت عند جابر فجاءه رسول أبي حنيفة فقال:
ما تقول في كذا وكذا؟ قال: سمعت القاسم بن محمد وفلانا وفلانا حتى عد سبعة، فلما مضى الرسول قال جابر: ان كانوا قالوا: قيل لأحمد: ما تقول فيه بعد هذا؟ فقال هذا شديد، واستعجبه. نقل ذلك كله العقيلي. ثم نقل عن يحيى بن المغيرة عن جرير قال: مضيت إلى جابر، فقال لي هدبة رجل من بني أسد: لا تاته فاني سمعته يقول: الحارث بن شريح في كتاب الله، فقال له رجل من قومه: لا والله ما في كتاب الله الحارث بن شريح - يعني الحارث الذي كان خرج في آخر دولة بني أمية، وكان معه جهم بن صفوان - اه (أقول): ظهر مما مر أن الرجل ثقة صدوق ورع كما اعترف به شعبة وسفيان الثوري ووكيع و زهير بن معاوية وشريك وغيرهم فيما مر: فقال شعبة صدوق من أوثق الناس، ورد على الذين يقعون فيه بأنه لم يحدث عن أحد لم يلقه وسماهم مجانين، وقال سفيان ما رأيت أورع منه، ودافع عنه بشدة، فقال لشعبة وتهدده لئن تكلمت فيه لأتكلمن فيك، وبالغ وكيع في توثيقه فقال ما شككتم في شئ فلا تشكوا انه ثقة، وعده زهير بن معاوية من أصدق الناس، وقال شريك ما له؟! متعجبا من السؤال عنه، ووصفه بالعدل الرضا. وان القدح فيه ليس الا لتشيعه ونسبة القول بالرجعة اليه كما صرح به ابن عدي بقوله عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة، وكذلك جرير وزائدة وأبو أحمد الحاكم فيما مر عنهم. ولروايته من فضائل أهل البيت ما لا تحتمله عقولهم، ولذلك تركه ابن عيينة لما سمع منه حديثا في فضلهم الباهر واستنكروا تسميته الإمام الباقر وصي الأوصياء. وتدل رواية الكشي انهم نسبوه إلى الجنون بسبب ذلك. ولادعائه ما استبعدته عقولهم من أن عنده خمسين ألف حديث لم يحدث بها، أو خمسين ألف باب من العلم، أو ثلاثين ألف حديث، وان عند شريك عنه عشرة آلاف مسالة، جهلا بمقام أهل البيت وأصحابهم، ولهذا قال أيوب عندما سمعه: أما الآن فهو كذاب كما مر. ولذلك بلغ الغيظ بالشعبي إلى أنه لو كان له عليه سلطان