مهنأ بن الحسين بن داود إلى آخر ما مر وفي هذا الكلام خلل ظاهر (أولا) ثم إنه صرح بان نعيرا هو ابن منصور بن جماز ومن المعلوم ان جماز والد منصور هو جماز بن شيحة المترجم ثم قال ولي ثابت بن نعير وهذا يقتضي ان يكون نسبة ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة إلى آخر ما مر فكيف يقول إنه ثابت بن جماز بن هبة بن جماز بن منصور بن جماز ابن شيحة (ثانيا) مع التصريح فإنه ثابت بن نعير لم يذكر أبوه نعير في هذا النسب وهو ينادي بوقوع خلل فيه (ثالثا) أنه قال جماز بن شيحة بن سالم بن قاسم بن جماز بن قاسم بن مهنا وانما هو شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا كما في عمدة الطالب وغيره فأبدل هاشم بسالم وزاد جماز بن قاسم والصواب ان سالم بن قاسم ليس هو أبا شيحة بل يلتقي هو وجماز في تعدد النسب وجدهما معا قاسم بن المهنا وسالم بن قاسم جده جماز بن قاسم بن المهنا الآتي وليس في أجداد جماز بن شيحة من اسمه جماز والذي أوقع في الاشتباه ما في صبح الأعشى وتاريخ ابن خلدون عن ابن سعيد عن الزنجاري مؤرخ الحجاز فإنه ذكر من ملوك المدينة من ولد الحسين: القاسم بن جماز بن القاسم بن المهنأ وأنه ولي بعده ابنه سالم بن قاسم وان سالما هذا جاء مع المعظم عيسى ابن العادل يشكو من قتادة أمير مكة فرجع معه ومات سالم في الطريق قبل وصوله إلى المدينة وولي بعده ابنه شيحة كما يأتي قريبا اه ومن هنا نشا الخلل فشيحة ليس ابن سالم هذا فقوله وولي بعده ابنه شيحة غلط والصواب فولي بعده شيحة وكأنه لما رأى أن شيحة ولي بعد سالم ظنه ابنه.
أقوال العلماء فيه في عمدة الطالب: أما الأمير قاسم بن المهنا الأعرج فأعقب من رجلين الأمير هاشم يقال لولده الهواشم والأمير جماز يقال لأولاده الجمامزة فمن الهوائم الأمير شيحة بن هاشم أعقب من سبعة رجال وهم الأمير أبو سند جماز أمير المدينة ثم ذكر الستة الباقية ثم قال وفي أولاده الإمرة بالمدينة إلى الآن كثرهم الله تعالى اه وفي تاريخ ابن خلدون عن ابن سعيد عن الزنجاري مؤرخ الحجاز انه في سنة 601 جاء المعظم عيسى بن العادل فجدد المصانع والبرك وكان معه سالم بن قاسم أمير المدينة يشكو من قتادة فرجع معه ومات في الطريق قبل وصوله إلى المدينة وولي بعده ابنه شيحة - والصواب وولي بعده شيحة لان شيحة ليس ابنه كما مر - وكان سالم قد استخدم عسكرا من التركمان فمضي بهم جماز بن شيحة إلى قتادة وغلبه وفر إلى ينبع وتحصن بها قال وفي سنة 647 قتل صاحب المدينة شيحة وولي ابنه عيسى ثم قبض عليه اخوه جماز سنة 649 وملك مكانه قال ابن سعيد وفي سنة 659 كان بالمدينة أبو الحسن ابن شيحة بن سالم - كأنه عيسى بن شيحة، وشيحة ليس ابن سالم كما مر - وقال غيره كان بالمدينة سنة 653 أبو مالك منيف بن شيحة ومات سنة 657 وولي اخوه جماز وطال عمره ومات سنة 704 وولي ابنه منصور اه وفي صبح الأعشى عن تاريخ أبي الفدا انه لما قتل شيحة سنة 644 ولي ابنه عيسى ثم قبض عليه اخوه جماز سنة 649 وملك مكانه وهو الذي ذكر المقر الشهابي ابن الفضل الله في (التعريف) ان الإمرة في بيته إلى زمانه قال ابن سعيد وفي سنة 651 كان بالمدينة أبو الحسين بن شيحة بن سالم وقال غيره كان بالمدينة سنة 653 وولي اخوه جماز فطال عمره وعمي ومات سنة 704 أو 705 اه وفيه مخالفات لما مر في التواريخ ونقص في العبارة ثم قال في صبح الأعشى: وأمرتها الآن متداولة بين بني عطية وبين بني جماز وهم جميعا على مذهب الإمامية الرافضة يقولون بامامة الاثني عشر اماما وغير ذلك من معتقدات الامامية وأمراء مكة الزيدية أخف في هذا الباب شانا منهم اه وفي الدرر الكامنة جماز بن شيحة وساق نسبه كما مر ثم قال ولي المدينة قديما بعد قتل أبيه وقدم مصر (692) فأكرمه الأشرف خليل وعظمه وتوسط في أمر أمير الينبع حتى أفرج عنه وتوسط أيضا في امر أبي نمى صاحب مكة حتى رضي عنه السلطان وكان قد غاب عن ملاقاة الركب المصري فأرسل السلطان يتهدده بتجهيز العساكر فلما رضي عنه بوساطة جماز كتب اليه بالرضا فأذعن وخطب للسلطان بمكة وضرب الدنانير والدراهم باسمه وكتب بذلك محاضر وجهزها صحبة شرف الدين ابن القسطلاني فرضي السلطان بذلك ورد عليه اقطاعه وشكر جمازا على ما كان منه واستمر جماز في امرة المدينة حتى كف من السلطان في ربيع الأول سنة 702 وطعن في السن إلى أن صار كالشن واضر فقام بالامر في حياته ولده أبو غانم منصور ومات جماز في ربيع الأول أو صفر سنة 704 بعد ان أضر وكان ربما شارك جمازا في الإمرة أحيانا غيره قال الذهبي وكان فيه تشيع ظاهر وكان قتل والده شيحة سنة 646 وكان جده قاسم أمير المدينة في دولة صلاح الدين بن أيوب وكانت مدة ولاية جماز مع ما تخللها بضعا وخمسين سنة اه. وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 704 فيها مات صاحب المدينة المنورة جماز بن شيحة العلوي الحسيني وقد شاخ واضر وتملك بعده ابنه منصور وفيهم تشيع ظاهر قاله الذهبي اه وذكره السيد ضامن بن زين الدين علي ابن السيد حسن النقيب بن علي بن الحسين بن علي بن شدقم المدني في كتابه تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار. وكأنه تكملة لكتاب جده السيد حسن المسمى بزهر الرياض حيث يعبر عنه في تحفة الأزهار بالمؤلف أو بجدي حسن المؤلف فقال الأمير أبو سند جماز بن أبي عيسى شيحة بن هاشم بن القاسم ابن المهنأ الأعرج بن الحسين شهاب الدين بن المهنأ الأكبر قال جدي حسن المؤلف طاب ثراه والفاسي في تاريخه كان ذا همة عالية ومروة وشهامة وحزم وعزم وجزم ومهابة ورأي سديد وحماسة وبأس شديد وصلابة مقداما صنديدا قد وازر أخاه أبا الحسين منيفا في الامارة ثم اختص بها بعد وفاته في شهر صفر سنة 657 فبنى الحصن الذي تتحصن به الامراء الحال على جبل سليع بالتصغير مقابل سلع وكان عليه بيوت أسلم بن قصي وموضعه اليوم القلعة الرومية العثمانية التي بناها السلطان العثماني وفي بعض السنين امره وجهزه الملك المظفر ابن الملك المنصور بمائتي فارس مقدمهم علي بن الحسين بن برطاش ليأخذ مكة المشرفة من الشريف أبي نمي محمد بن نجم الدين أبي سعد حسن بن علي بن قتادة النابغة الحسني الأمير بها من قبل صاحب اليمن فأقام بالمدينة بنو هاشم مالكا ابن أخيه منيف نائبا عنه ومضى متوجها إلى مكة فاخذها بعد محاصرة وقتل من قومه ثلاثة رجال وأقام بها أميرا إلى سنة 663 ومن ذلك يعلم أن امارة مكة كانت من قبل ملك اليمن، وامارة المدينة من قبل ملك مصر وانه كان يقع بينهما كثيرا التنازع على امارة مكة وكذا مما تقدم في جملة من التراجم، فاستغابه مالك وخطب لنفسه ولم يعرج على اسم عمه جماز فاستنجد جماز الجموع وأغار بهم عليه فلم يمكنه انتزاع الامارة منه، قال وفي سنة 667 رحل جماز عن مكة فاستغابه أبو نمي محمد فدخلها ومعه إدريس ابن عمه حسن بن قتادة فركب جماز عليهما فاقتتلوا قتالا عظيما حتى سالت الدماء بالمسجد الحرام والحجر والمقام واسر علي بن الحسين بن برطاش ففدى نفسه بأجزل الأموال وخرج بمن لاذ به من الأهل والعيال وأنهزم جماز إلى المدينة وفي شهر صفر سنة 670 أغار جماز على أبي