طاعة الجند وسرح زيادة الله العساكر من القيروان مع غلبون ابن عمه ووزيره اسمه الأغلب بن عبد الله بن الأغلب وتهددهم بالقتل ان انهزموا فهزمهم منصور وخشوا على أنفسهم ففارقوا الوزير غلبون وافترقوا على إفريقية واستولوا على باجة والجزيرة وصطفورة والاربس وغيرها واضطربت إفريقية ثم اجتمعوا إلى منصور وسار بهم إلى القيروان فملكها وحاصره في العباسية أربعين يوما وعمروا سور القيروان الذي خربه إبراهيم بن الأغلب ثم خرج إليه زيادة الله فقاتله فهزمه ولحق بتونس وخرب زيادة الله سور القيروان ولحق قواد الجند بالبلاد التي تغلبوا عليها فلحق منهم عامر بن نافع الأزرق بسبيبة وسرح زيادة الله سنة تسع ومائتين عسكرا مع محمد بن عبد الله بن الأغلب فهزمهم عامر وعادوا ورجع منصور إلى تونس ولم يبق على طاعة زيادة الله من إفريقية الا تونس والساحل وطرابلس ونفزاوة وبعث الجند إلى زيادة الله بالأمان وأن يرتحل عن إفريقية وبلغه ان عامر بن نافع يريد نفزاوة وان برابرتها دعوه فسرح إليهم مائتي مقاتل المنع عامر بن نافع فرجع عامرا عنها وهزمه إلى قسطيلة ورجع ثم هرب عنها واستولى سفيان على قسطيلة وضبطها وذلك سنة تسع ومائتين واسترجع زيادة الله قسطيلة والزاب وطرابلس واستقام أمره ثم وقعت الفتنة بين منصور الطبندى وبين عامر بن نافع لان منصورا كان يحسده ويضغن عليه فاستمال عامر الجند وحاصره بقصره بطبندة حتى استأمن إليه على أن يركب إلى الشرق وأجابه إلى ذلك وخرج منصور من طبندة منهزما ثم رجع فحاصره عامر حتى استأمن إليه ثانيا على يد عبد السلام بن المفرج من قواد الجند وأخذ له الأمان من عامر على أن يركب البحر إلى المشرق فأجابه عامر وبعثه مع ثقاته إلى تونس وأوصى ابنه وكان يغريه أن يقتله إذا مر به فقتله وبعث برأسه ورأس ابنه وأقام عامر بن نافع بمدينة تونس إلى أن توفى سنة أربع عشرة ورجع عبد السلام بن المفرج إلى باجة فأقام بها إلى أن انتقض فضل ابن أبي العين بجزيرة شريك سنة ثمان عشرة ومائتين فسار إليه عبد السلام بن المفرج الربعي وجاءت عساكر زيادة الله فقاتلوهما وقتل عبد السلام وانهزم فضل إلى مدينة تونس وامتنع بها وحاصرته العساكر حتى اقتحموها عليه وقتلوا كثيرا من أهلها وهرب آخرون حتى أمنهم زيادة الله وعادوا وفى سنة تسع عشرة ومائتين فتح أسد ابن الفرات صقلية كانت صقلية من عمالات الروم وأمرها راجع إلى صاحب قسطنطينية وولى عليها سنة احدى عشرة ومائتين بطريقا اسمه قسنطيل واستعمل على الأسطول قائدا من الروم حازما شجاعا فغزا سواحل إفريقية وانتهبها ثم بعد مدة كتب ملك الروم إلى قسنطيل يأمره بالقبض على مقدم الأسطول وقتله ونمى الخبر
(١٩٨)