خرج بالمدينة الاخوان محمد وعلى ابنا الحسن بن جعفر بن موسى الكاظم وعاثا في المدينة عيثا شديدا وتعطلت الصلاة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من شهر وذلك سنة احدى وسبعين (ثم ظهر بالمغرب) من دعاة الرافضة أبو عبد الله الشيعي في كتامة من قبائل البربر أعوام ستة وثمانين ومائتين داعيا لعبيد الله المهدى محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل الامام بن جعفر الصادق فظهر على الأغالبة بالقيروان وبايع لعبيد الله المهدى سنة ست وتسعين فتم أمره وملك المغربين واستفحلت له دولة بالمغرب ورثها بنوه ثم استولوا بعد ذلك على مصر سنة ثمان وخمسين وثلثمائة فملكها منهم المعز لدين الله معد ابن إسماعيل بن أبي القاسم بن عبيد الله المهدى وشيد القاهرة يثم ملك الشأم واستفحل ملكه إلى أن انقرضت دولتهم على العاضد منهم على يد صلاح الدين بن أيوب سنة خمس وستين وخمسمائة (ثم ظهر في سواد الكوفة) سنة ثمان وخمسين ومائتين من دعاة الرافضة رجل اسمه الفرج بن يحيى ويدعى قرمط بكتاب زعم أنه من عند أحمد بن محمد بن الحنفية فيه كثير من كلمات الكفر والتحليل والتحريم وادعى أن أحمد بن الحنفية هو المهدى المنتظر وعاث في بلاد السواد ثم في بلاد الشأم وتلقب وكرويه بن مهرويه واستبد طائفة منهم بالبحرين ونواحيها ورئيسهم أبو سعيد الجناجي وكان له هناك ملك ودولة أورثها نبيه من بعده إلى أن انقرضت أعوامهم كما يذكر في أخبار دولتهم وكان أهل البحرين هؤلاء يرجعون إلى دعوة العبيديين بالمغرب وطاعتهم (ثم كان بالعراق) من دعاة الإسماعيلية وهؤلاء الرافضة طوائف آخرون واستبدوا بكثير من النواحي ونسب إليهم فيها القلاع قلعة الموت وغيرها وينسبون تارة إلى القرامطة وتارة إلى العبيديين وكان من رجالاتهم الحسن بن الصباح في قلعة الموت وغيرها إلى أن انقرض أمرهم آخر الدولة السلجوقية (وكان باليمامة ومكة والمدينة) من بعد ذلك دول للزيدية والرافضة فكان باليمامة دولة لبنى الأخضر وهو محمد بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن المثنى خرج أخوه إسماعيل بن يوسف في بادية الحجاز سنة ثنتين وخمسين ومائتين وملك مكة ثم مات فمضى أخوه محمد إلى اليمامة فملكها وأورثها لبنيه إلى أن غلبهم القرامطة (وكان بمكة) دولة لبنى سليمان بن داود بن حسن المثنى خرج محمد بن سليمان أيام المأمون وتسمى بالناهض وملك مكة واستقرت امارتها في نبيه إلى أن غلبهم عليها الهواشم وكبيرهم محمد بن جعفر بن أبي هاشم محمد بن الحسن بن محمد بن موسى ابن عبد الله أبى الكرام بن موسى الجون فملكها من إبراهيم سنة أربع وخمسين وأربعمائة وغلب بنى حسن على المدينة وداول الخطبة بمكة بين العباسيين والعبيديين واستفحل ملكه في نبيه إلى أن انقرضوا آخر المائة السادسة وغلب على مكة بنو أبى
(١١)