يكن موقع للجواب بذلك، فإنه لو كانت نجاسة الملاقي للميتة فردا آخر من النجاسة ثبتت بتعبد آخر من الشارع وراء التعبد بنجاسة الميتة كان ترك الاجتناب عن الطعام الملاقي لها استخفافا لوجوب الاجتناب عن الملاقي لها والتعبد بترك التصرف فيه، لا استخفافا بتحريم الميتة، فان حرمة الميتة على هذا لا ربط لها بحرمة الملاقي حتى يكون ترك الاجتناب عن الملاقي استخفافا لحرمة الميتة، كما لا يخفى.
فالانصاف: أن الرواية لا تخلو عن إشعار على كون نجاسة الملاقى (بالفتح) تقتضي بنفسها نجاسة الملاقي (بالكسر) ووجوب الاجتناب عنه. ولكن الرواية ضعيفة السند لا يعتمد عليها، مع أنه يمكن أن يكون وجه السؤال عن الطعام الذي وقعت فيه الفارة هو الجهل بنجاسة الفارة لا تنجيسها، فأراد السائل أن يستعلم نجاسة الفارة، غايته أنه لما كان مغروسا في ذهنه نجاسة الملاقي للنجس استعلم نجاسة الفارة بالسؤال عن الطعام الذي وقعت فيه، فأعلمه الامام - عليه السلام - بنجاسة الفارة على طبق ما كان مغروسا في ذهنه، فقال - عليه السلام - " لا تأكله " ثم إن السائل استخف بنجاسة الفارة بقوله " الفارة أهون علي من أن أترك طعامي لأجلها " فأجابه الامام - عليه السلام - بأن الاستخفاف بنجاسة الفارة استخفاف بالدين، لان الله تعالى حرم الميتة من كل شئ، فتكون الرواية سيقت سؤالا وجوابا لنجاسة الفارة لا لنجاسة الملاقي لها، فتخرج الرواية عن صلاحية التمسك بها لما نحن فيه.
وبالجملة: بعد لم نعثر على دليل يعتد به يدل على كون نجاسة الملاقي للنجس ووجوب الاجتناب عنه من الآثار والاحكام المترتبة على نفس النجس (1) بل الظاهر كون الملاقي موضوعا مستقلا لوجوب الاجتناب عنه