لا زلت تزهى بكل عافية * مجنبا من معارض الفتن ان بقاء الجواد احمد في * أعناقنا منة من المنتن لو أن أعمارنا تطاوعنا * شاطره العمر سادة اليمن ومن مدائحه في ابن أبي دؤاد قصيدته الضادية المشهورة التي هي على روي قصيدة بشار ووزنها التي أولها:
غمض الجديد بصاحبيك فغمضا * وبقيت تطلب في الحبالة مركضا وعارض البحتري فيها أبا تمام فقال قصيدة أولها:
ترك السواد للابسيه وبيضا * ونضا من الستين عنه ما نضا وقد ذكرنا القصائد الثلاث في الجزء الثالث من معادن الجواهر وقصيدة أبي تمام هي هذه.
أهلوك أمسوا شاخصا ومقوضا * ومزمما يصف النوى ومغرضا إن يدج ليلك انهم أم اللوى * فبما أضاءهم على ذات الاضا بدلت من برق الثغور وبردها * برقا إذا ظعن الأحبة أو مضا لو كان أبغض قلبه فيما مضى * أحد لكنت إذا لقلبي مبغضا قل الغضى لا شك في أوطانه * مما حشدت عليه من جمر الغضى ما أنصف الزمن الذي بعث الهوى * فقضى علي بلوعة ثم انقضى عندي من الأيام ما لو أنه * أضحى بشارب مرقد ما غمضا ما عوض الصبر امرؤ الا رأى * ما فاته دون الذي قد عوضا لا تطلبن الرزق بعد شماسه * فترومه سيحا إذا ما غيضا يا أحمد بن أبي دؤاد دعوة * دلت بشكرك لي وكانت ريضا لما انتضيتك للخطوب كفيتها * والسيف لا يكفيك حتى ينتضى ما زلت أرقب تحت افياء المنى * يوما بوجه مثل وجهك أبيضا كم محضر لك مرتضى لم تدخر * محموده عند الامام المرتضى لولاك عز لقاؤه فيما بقي * أضعاف ما قد عزني فيما مضى قد كان صوح نبت كل قرارة * حتى تروح في ثراك وروضا أوردتني العد الخسيف وقد أرى * اتبرض الثمد البكي تبرضا (1) أما القريض فقد جذبت بضبعه * جذب الرشاء مصرحا ومعرضا أحببته إذ كان فيك محببا * وازددت حبا حين صار مبغضا أحييته ولخلت أني لا أرى * شيئا يعود إلى الحياة وقد قضى وحملت عب ء الدهر معتمدا على * قدم وقاك أمينها ان تدحضا حملا لو أن متالعا حمل اسمه * لا جسمه لم يستطع أن ينهضا قد كانت الحال اشتكت فأسوتها * أسوأ أبى امراره أن ينقضا ما عذرها أن لا تفيق ولم تزل * لمريضها بالمكرمات ممرضا كن كيف شئت فان فيك خلائقا * أضحى إليك بها الرجاء مفوضا المجد لا يرضى بأن ترضى بأن * يرضى امرؤ يرجوك إلا بالرضا ومن مدائحه في ابن أبي دؤاد قوله من قصيدة.
أعرضت برهة فلما أحست * بالنوى أعرضت عن الاعراض غصبتها دموعها عزمات * غصبتني تصبري واغتماضي نظرت فالتفت منها إلى أحلى * سواد رأيته في بياض يوم ولت مريضة الطرف واللحظ * وليست جفونها بمراض وإلى احمد نقضت عرى العجز * بوخد السواهم الأنقاض حل في البيت من أياد إذا عدت وفي المنصب الطوال العراض معشر أصبحوا حصون المعالي * ودروع الأحساب والاعراض بك عاد النضال دون المساعي * واهتدين النبال للأغراض وإذا المجد كان عوني على المرء * تقاضيته بترك النقاضي وقال يعاتب أحمد بن أبي دؤاد من أبيات:
وكم نكبة ظلماء تحسب ليلة * تجلى لنا من راحتيك نهارها فلا جارك العافي تناول محلها * ولا عرضك الوافي تناول عارها فلا تمكنن المطل من ذمة الندى * فبئس أخو الأيدي الغزار وجارها فان الايادي الصالحات كبارها * إذا وقعت تحت المطال صغارها وما نفع من قد بات بالأمس صاديا * إذا ما سماء اليوم طال انهمارها وما النفع بالتسويف إلا كخلة * تسليت عنها حين شط مزارها وخير عدات الحر مختصراتها * كما أن خيرات الليالي قصارها غضب ابن أبي دؤاد على أبي تمام واعتذار أبي تمام اليه) كان السبب في ذلك على ما حكي عن ابن المستوفي في شرح ديوان أبي تمام ان ابن أبي دؤاد بلغه أن أبا تمام هجا مضرا بقوله (تزحزحي عن طريق المجد يا مضر وفي هبة الأيام أنه بلغه أن أبا تمام قال في أبي سعيد محمد بن يوسف الغزواني الصامتي الطائي صاحب حميد الطوسي ولا توجد في الديوان.
تزحزحي عن طريق العز يا مضر * هذا ابن يوسف ما يبقي وما يذر هو الهزبر الذي في الغاب مسكنه * وآل عدنان في أرضيهم بقر له حسام من الرأي الأصيل إذا * ما سله جاءت الأيام تعتذر عضب المضارب اما نكبة طرقت * ماض صياقله الاطراق والفكر وانما يمن نور تضئ لكم * كما يضئ لأهل الظلمة القمر لولا سيوف بني قحطان ما قرئت * بين الصفا وحطيمي زمزم السور ولا أحل حلال الله في بلد * من الأنام ولا حجوا ولا اعتمروا وقيل كان السبب في ذلك أنه فخر على مضر وعاب نفرا منها، قال الصولي في أخبار أبي تمام: حدثني عون بن محمد حدثني محمود الوراق قال كنت جالسا بطرف الحير حير سر من رأى ومعي جماعة لننظر إلى الخيل فمر بنا أبو تمام فجلس الينا فقال له رجل منا: يا أبا تمام أي رجل أنت لو لم تكن من اليمن قال له أبو تمام ما أحب أني لغير الموضع الذي اختاره الله لي * فممن تحب ان أكون قال من مضر فقال أبو تمام انما شرفت مضر بالنبي صلى الله عليه ولولا ذلك ما قيسوا بملوكنا وفينا كذا وفينا كذا ففخر وذكر أشياء عاب بها نفرا من مضر ونمي الخبر إلى ابن أبي دؤاد فقال ما أحب أن يدخل إلي أبو تمام فليحجب عني. وقيل كان السبب في ذلك أن الشعراء مدحوا الأفشين ومنهم أبو تمام ومحمد بن وهيب الحميري فأمر المعتصم لهم بمال وأن يكون تفريقه على يد ابن أبي دؤاد ففضل محمد بن وهيب على أبي تمام في العطاء فهجاه أبو تمام وبلغه ذلك فغضب عليه. وفي هبة الأيام لما قدم الافشين بعد ان فتح بلاد بابك الخرمي امتدحه الشعراء منهم أبو تمام فمدحه بقوله من قصيدة:
بحر من الهيجاء يهفو ماله * إلا الجناجن والضلوع سفين ملك تضئ المكرمات إذا بدا * للملك منه غرة وجبين