ساس الأمور سياسة ابن تجارب * رمقته عن الملك وهو جنين لانت مهانته فعز وانما * يشتد بأس الرمح حين يلين لاقاك بابك وهو يزأر فانثنى * وزئيره قد عاد وهو أنين لاقى شكائم منك معتصمية * اهزلن جنب الكفر وهو سمين أوسعتهم ضربا تهد به الطلى * ويخف منه المرء وهو ركين ضربا كأشداق المخاض وتحته * طعن كان وجاءه طاعون بأس تفل به الصفوف وتحته * رأي تفل به العقول رزين عبأ الكمين له فضل لحينه * وكمينه المخفي عليه كمين طعن التلهف قلبه ففؤاده * من غير طعنة فارس مطعون ورجا بلاد الروم فاستعصى به * أجل أصم عن الرجاء حرون هيهات لم يعلم بأنك لو ثوى * بالصين لم تبعد عليك الصين ما نال ما قد نال هامان ولا * فرعون في الدنيا ولا قارون بل كان كالضحاك في سطواته * بالعالمين وأنت أفريذون فليشكر الاسلام ما أوليته * والله عنه بالوفاء ضمين ومنهم محمد بن وهيب الحميري فمدح الأفشين بقصيدة أولها:
طلول ومغانيها * تناجيها وتبكيها فأمر المعتصم للشعراء الذين مدحوا الأفشين بثلاثمائة ألف درهم وأمر أن يكون تفريقها على يد أحمد بن أبي دؤاد فأعطى منها محمد بن وهيب ثلاثين ألفا وأعطى أبا تمام عشرة آلاف فتحدث الناس في ذلك قال ابن أبي كامل قلت لعلي بن يحيى المنجم ما هذا الحظ يعطي أبا تمام عشرة آلاف درهم وابن وهيب ثلاثين ألفا وبينهما ما بين السماء والأرض فقال لذلك علة لا تعرفها كان ابن وهيب مؤدب الفتح بن خاقان فلذلك وصل إلى هذه الحال وكانت هذه القضية قد أثرت في أبي تمام فقال في ابن أبي دؤاد. ولا توجد في الديوان.
بدعة أحدثت خلاف الرشاد * تعسها قائد إلى الجور هاد نبطي بالأمس أحدث آباء * خلاف الآباء والأجداد يا وسيطا في نابط وبنيه * وبريئا من عامر ومراد أنت فيما فعلت أجرأ من عمرو * جنانا والحارث بن عباد (1) قلت إني صليبة من أياد * من أياد ففي حرام أياد (2) فبلغ ذلك ابن أبي دؤاد وزعم أبو تمام أنه مقول على لسانه واستشفع بخالد بن يزيد الشيباني فعفا عنه، اه ويمكن ان يكون غضب ابن أبي دؤاد على أبي تمام من مجموع الأمور المتقدمة.
اعتذار أبي تمام إلى ابن أبي دؤاد ورضاه عنه مر أنه تبرأ من الأبيات التي نسبت اليه في هجوه وزعم أنها مقولة على لسانه وأن خالد بن يزيد شفع فيه فعفا عنه ومما قاله أبو تمام يمدح ابن أبي داؤد ويعتذر اليه قوله من قصيدة:
سعدت غربة النوى بسعاد * فهي طوع الاتهام والإنجاد فارقتنا فللمدامع انواء * سوار على الخدود غوادي كل يوم يسفحن دمعا طريفا * يمتري مزنه بشوق تلاد واقعا بالخدود والحر منه * واقع بالقلوب والأكباد يقول فيها:
يا أبا عبد الله أوريت زندا * في يدي كان دائم الاصلاد أنت جبت الظلام عن سبل الآمال * إذ ضل كل هاد وحاد وضياء الآمال أفسح في الطرف * وفي القلب من ضياء البلاد ثم وصف قوما لزموا ابن أبي دؤاد وانه أخص به مع ذلك منهم فقال:
لزموا مركز الندى وذراه * وعدتنا عن مثل ذاك العوادي غير أن الربى إلى سبل الأنواء * أدنى والحظ حظ الوهاد بعدما أصلت الوشاة سيوفا * قطعت في وهي غير حداد من أحاديث حين دوختها * بالرأي كانت ضعيفة الاسناد فنفى عنك زخرف القول سمع * لم يكن فرصة لغير السداد ضرب الحلم والوقار عليه * دون عور الكلام بالأسداد وحوان أبت عليها المعالي * إن تسمى مطية الأحقاد قال الصولي: وقد أفصح عما قرف به (يعني من هجو مضر كما يدل عليه قوله الآتي بأني نلت من مضر) واعتذر منه إلى ابن أبي دؤاد فقال من قصيدة قال: وهو عندي من أحسن الاعتذار.
سقى عهد الحمى سبل العهاد * وروض حاضر منه وباد نزحت به ركي العين اني * رأيت الدمع من خير العتاد يقول فيها:
بزهر والحذاق وآل برد (3) * ورت في كل صالحة زنادي فان يك في بني أدد جناحي * فان أثبت ريشي من أياد هم عظمى الأثافي من نزار * وأهل الهضب منها والنجاد غدوت بهم أجل الناس قدرا * وأكثر من ورائي ماء واد تفرج منهم الغمرات بيض * جلاد تحت قسطلة الجلاد لهم جهل السباع إذا المنايا * تمشت في القنا وحلوم عاد لقد انست مساوئ كل دهر * محاسن أحمد بن أبي دؤاد متى تحلل به تحلل جنايا * رضيعا للسواري والغوادي ترشح نعمة الأيام فيه * وتقسم فيه أرزاق العباد وما اشتبهت طريق المجد الا * هداك لقبلة المعروف هاد وما سافرت في الآفاق الا * ومن جدواك راحلتي وزادي مقيم الظن عندك والأماني * وان قلقت ركابي في البلاد اتاني عائر الأنباء تسري * عقاربه بداهية ناد (4) نثا خبر كأن القلب أمسى * يجر به على شوك القتاد كأن الشمس جللها كسوف * أو استترت برجل من جراد باني نلت من مضر وخبت * إليك شكيتي خب الجواد وما ربع القطيعة لي بربع * ولا نادي الأذى منى بناد وأين يحور عن قصد لساني * وقلبي رائح برضاك غاد ومما كانت الحكماء قالت * لسان المرء من خدم الفؤاد