هذا إلى قدم الذمام بك الذي * لو أنه ولد لكان وصيفا وحشى تحرقه النصيحة والهوى * لو أنه زمن لكان مصيفا ومقيل صدر فيك باق روعه * لو أنه ثغر لكان مخوفا ولئن أطلت مدائحي لبنائل * لك ليس محدودا ولا موصوفا خفضت عني الدهر بعد ملمة * تركت لنابيه علي صريفا لك هضبة الحلم التي لو وازنت أجا * إذن ثقلت وكان خفيفا ثم ختم هذه القصيدة بأبيات ثلاثة لو تركها لكان خيرا له فإنها تدل على أن العلا لا تكون بالورع والشرف لا يكون بالتقى فقال:
إن كان بالورع ابتنى القوم العلا * أو بالتقى صار الشريف شريفا فعلام قدم وهو زان عامر * وأميط علقمة وكان عفيفا وبنى المكارم حاتم في شركه * وسواه هدمها وكان حنيفا فان تقديم عامر الزاني على علقمة العفيف لشجاعته أو للخوف منه لا يدل على أن العلا لا تكون بالورع بل بالمعاصي فان هذا العلاء الذي يبنى بالمعاصي انما هو سفالة وسقوط لا رفعة وسمو واما حاتم فبنى المكارم بكرمه لا بشركه ومن يهدم المكارم وهو حنيف فلا يصح أن يوصف بالتقوى والورع ثم إن ذكر مثل هذا الشعر في مدح قائد من قواد الدولة العباسية يشبه الهذر كما لا يخفى.
وقال يمدح أبا سعيد أيضا من قصيدة ويذكر غزوة الروم:
ما عهدنا كذا بكاء المشوق * كيف والدمع آية المعشوق هم أماتوا صبري وهم فرقوا * نفسي شعاعا في اثر ذاك الفريق ان في خيمهم لمفعمة الحجلين * والمتن متن خوط وريق وهي لا عقد ودها ساعة البين * ولا عقد خصرها بوثيق وكأن الجريال شيب بماء الدر * في خدها وماء العقيق إلى أن قال يصف الغزاة:
يتساقون في الوغى كأس موت هي موصولة بكأس الرحيق ثم قال يصف الروم:
فهم هاربون بين حريق السيف * صلتا وبين نار الحريق وقعة زعزعت مدينة قسطنطين * حتى ارتجت بسوق فروق ما رأى قفلها كما زعموا قفلا * ولا البحر دونها بعميق غير ضنك الضلوع في ساعة الروع * ولا ضيق غداة المضيق ذاهب الصوت ساعة الأمر والنهي * إذا قل فيه هدر الفنيق وأخيذ رأى المنية حتى * قال بالصدق وهو غير صدوق ناصح وهو غير جد نصيح * مشفق وهو غير جد شفيق جأر الدين واستغاث بك الاسلام * من ذاك مستغاث الغريق حين لا جلدة السماء بخضراء * ولا وجه شتوة بطليق فإليكم بني الضغائن عن ساكن * بين السماك والعيوق لا يجوز الأمور صفحا ولا يرقل * إلا على سواء الطريق وقال يمدح أبا سعيد أيضا من قصيدة:
قرى دارهم مني الدموع السوافك * وان عاد صبحي بعدهم وهو حالك إذا غازل الروض الغزالة نشزت * زرابي في أكنافهم ودرانك اتاكم سليل الغاب في صدر سيفه * سنا لدجى الاظلام والظلم هاتك ركوب لاثباج المهالك عالم * بأن المعالي دونهن المهالك ومستنبط في كل يوم من الوغى * قليبا رشا آها القنا والسنابك فما تترك الأيام من هو آخذ * ولا تأخذ الأيام من هو تارك غدوا وكان اليوم من حسن وجهه * وقد لاح بين البيض والبيض ضاحك وقال يمدح أبا سعيد أيضا ويذكر حجه من قصيدة:
مالي بعادية الأيام من قبل * لم يثن كيد النوى كيدي ولا حيلي سلني عن الدين والدنيا أجبك وعن * أبي سعيد وقصديه فلا تسل ملبيا طالما لبى مناديه * إلى الوغى غير رعديد ولا وكل ان حن نجد وأهلوه إليك فقد * مررت فيه مرور العارض الهطل وقال يمدح أبا سعيد أيضا وقد قدم من مكة من قصيدة:
كنت أرعى البدور حتى إذا ما * فارقوني أمسيت أرعى النجوما من رأى بارقا سرى صامتيا * جاد نجدا سهولها والحزوما فسقى طيئا وكلبا وذودان * وقيسا ووائلا وتميما لن ينال العلى خصوصا من * الفتيان من لم يكن نداه عموما نشأت من يمينه نفحات * ما عليها أن لا تكون غيوما ألبست نجدا الصنائع لا شيحا * ولا جنبة ولا قيصوما كرمت راحتاه في أزمات * كان فيها صوب الغمام لئيما لم يحدث نفسا بمكة حتى * جازت الكهف خيله والرقيما حين عفى مقام إبليس سامى * بالمطايا مقام إبراهيما حطم الشرك حطمة ذكرته * في دجى الليل زمزم والحطيما تجد المجد في البرية منثورا * وتلقاه عنده منظوما تيمته العلى فليس بعد البؤس * بؤسا ولا النعيم نعيما كلما زرته وجدت لديه * نشبا ظاعنا ومجدا مقيما وقال يمدح أبا سعيد أيضا من قصيدة:
عسى وطن يدنو بهم ولعلما * وان تعتب الأيام فيهم فربما لهم منزل قد كان بالبيض كالدمى * فصيح المعاني ثم أصبح أعجما ورد عيون الناظرين مهانة * وقد كان مما يرجع الطرف مكرما تبدل غاشيه بريم مسلم * تردى رداء الحسن طيفا مسلما ومن وشي خد لم ينمنم فرنده * معالم يذكرن الكتاب المنمنما وبالحلي ان قامت ترنم فوقها * حماما إذا لاقى حماما ترنما يقول فيها في المدوح:
يرى العلقم المأدوم بالعز أرية * يمانية والأرى بالضيم علقما وكنت لناشيهم أبا ولكهلهم * أخا ولذي التقويس والكبرة ابنما ومن كان بالبيض الكواعب مغرما * فما زلت بالبيض القواضب مغرما ومن تيمت سمر الغواني وأدمها * فما زلت بالسمر العوالي متيما ونعم الصريخ المستجاش محمد * إذا حن نوء للمنايا وأرزما أشاح بفتيان الصباح فاكرهوا * صدور القنا الخطي حتى تحطما هو الليث ليث الغاب بأسا ونجدة * وان كان أحيا منه وجها وأكرما جدير إذا ما الخطب طال فلم تنل * ذؤابته ان يجعل السيف سلما ومن غرر مدائحه في أبي سعيد قوله من قصيدة.
حتام دمعك مسفوح على الدمن * بانوا وشوقك لم يظعن ولم يبن لا عين أسخن من عين تفيض على * من لا تفيض له عين على شجن