قول أبي نواس وذكر البيت قال ابن خلكان ومدحه أبو تمام أيضا بقصيدته التي أولها:
أرأيت أي سوالف وخدود * عنت لنا بين اللوى فزرود وما الطف قوله فيها وفي مرآة الجنان: ما الطف وأبدع وأبلغ وأبرع قوله فيها:
وإذا أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار فيما جاورت * ما كان يعرف طيب عرف العود وفي الأغاني بسنده عن إسحاق بن يحيى الكاتب قال قال الواثق لأحمد بن أبي دؤاد بلغني أنك أعطيت أبا تمام الطائي في قصيدة مدحك بها ألف دينار قال لم أفعل ذلك يا أمير المؤمنين ولكني أعطيته خمسمائة دينار رعاية للذي قاله للمعتصم. فاشدد بهارون الخلافة انه * سكن لوحشتها ودار قرار ولقد علمت بان ذلك معصم * ما كنت تتركه بغير سوار فتبسم وقال إنه لحقيق بذلك. وفي أخبار أبي تمام للصولي: حدثني أبو علي الحسين بن يحيى الكاتب حدثني محمد بن عمرو الرومي قال ما رأيت قط أجمع رأيا من ابن أبي دؤاد ولا احضر حجة قال له الواثق يا أبا عبد الله رفعت إلي رقعة فيها كذب كثير قال ليس بعجيب ان أحسد على منزلتي من أمير المؤمنين فيكذب علي قال زعموا فيها انك وليت القضاء رجلا ضريرا قال قد كان ذاك وكنت عازما على عزله حين أصيب ببصره فبلغني عنه انه عمي من كثرة بكائه على أمير المؤمنين المعتصم فحفظت له ذاك وهذا يدل على أن النفاق قديم العهد في بني آدم قال وفيها انك أعطيت شاعرا ألف دينار قال ما كان ذاك ولكني أعطيته دونها وقد أثاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كعب بن زهير الشاعر وقال في آخر اقطع عني لسانه وهو شاعر مداح لأمير المؤمنين محسن ولو لم ارع له الا قوله للمعتصم صلوات الله عليه في أمير المؤمنين أعزه الله (فاشدد بهارون الخلافة) البيتين المتقدمين. فقال قد وصلته بخمسمائة دينار. وفي الكتاب المذكور: حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن روح الكلابي قال نزل علي أبو تمام الطائي فحدثني انه امتدح المعتصم بسر من رأى بعد فتح عمورية فذكره ابن أبي دواد للمعتصم فقال له أليس الذي أنشدنا بالمصيصة (1) الأجش الصوت قال يا أمير المؤمنين ان معه راوية حسن النشيد - كأنه فهم من المعتصم عدم استحسانه انشاده لأنه أجش الصوت فقال له معه راوية حسن النشيد - فاذن له فأنشده راويته مدحه له - ولم يذكر القصيدة - فأمر له بدراهم كثيرة وصك على إسحاق بن إبراهيم المصعبي قال أبو تمام فدخلت اليه بالصك وأنشدته مديحا له فاستحسنه وامر لي بدون ما أمر لي به المعتصم قليلا وقال والله لو امر لك أمير المؤمنين بعدد الدراهم دنانير لأمرت لك بذلك. وفي مرآة الجنان وتاريخ ابن خلكان وهبة الأيام لما ولي ابن أبي دؤاد المظالم قال أبو تمام يمدحه ويتظلم اليه من قصيدة:
ألم يأن ان تروي الظماء الحوائم * وان ينظم الشمل المبدد ناظم لئن أرقا الدمع الغيور (2) وقد جرى * لقد رويت منه الخدود النواعم كما كاد ينسى عهد ظمياء باللوى * ولكن أملته عليه الحمائم بعثن الهوى في قلب من ليس هائما * فقل في فؤاد رعنه وهو هائم لها نغم ليست دموعا فان علت * مضت حيث لا تمضي الدموع السواجم أما وأبيها لو رأتني لأيقنت * بطول جوى تنقض منه الحيازم رأت قسمات قد تقسم نضرها * سرى الليل والآساد فهي سواهم وتلويح أجسام تصدع تحتها * قلوب رياح الشوق فيها سمائم ولم أر كالمعروف تدعى حقوقه * مغارم في الأقوام وهي مغانم ولا كالعلى ما لم ير الشعر بينها * فكالأرض غفلا ليس فيها معالم إلى احمد المحمود أمت بنا السرى * نواعب في عرض الفلا ورواسم نجائب قد كانت نعائم مرة * من المر أو أماتهن نعائم إلى سالم الأخلاق من كل عائب * وليس له مال على الجود سالم جدير بأن لا يصبح المال عنده * جديرا بأن يبقى وفي الأرض غارم وليس ببان للعلى خلق امرئ * وان جل الا وهو للمال هادم له من أياد قمة المجد حيثما * سمت وله منها البنى والدعائم أناس إذا راحوا إلى الروع لم ترح * مسلمة أسيافهم والجماجم بنو كل مشبوح الذراع إذا القنا * ثنت أذرع الابطال وهي معاصم (3) إذا سيفه أضحى على الهام حاكما * غدا العفو منه وهو في السيف حاكم ولو علم الشيخان اد ويعرب * لسرت إذا تلك العظام الرمائم تلاقى بك الحيان في كل محفل * جليل وعاشت في ذراك العماعم (4) ثم أخذ في الشكوى والتظلم اليه فقال:
فما بال وجه الشعر أسود قاتما * وانف العلى من عطلة الشعر راغم تداركه ان المكرمات أصابع * وان حلى الاشعار (5) فيها خواتم إذا أنت ضيعت القريض وأهله * فلا عجب ان ضيعته الأعاجم (6) فقد هز عطفيه القريض توقعا * لعدلك إذ صارت إليك المظالم ولولا خلال سنها الشعر ما درى * بغاة العلى من أين تؤتى المكارم ومن مدائح أبي تمام في ابن أبي دؤاد قوله:
أأحمد ان الحاسدين كثير * وما لك ان عد الكرام نظير حللت محلا فاضلا متقادما * من الفضل والفخر القديم فخور فكل قوي أو غني فإنه * إليك ولو نال السماء فقير إليك تناهى المجد من كل وجهة * تصير فما يعدوك حيث تصير وبدر أياد أنت لا ينكرونه * كذاك اياد للأنام بدور تجنبت ان تدعى الأمير تواضعا * وأنت لمن يدعى الأمير أمير فما من ندى الا إليك محله * وما رفقة الا إليك تسير وفي اخبار أبي تمام للصولي: دخل أبو تمام على أحمد بن أبي دؤاد وقد شرب دواء فأنشده:
أعقبك الله صحة البدن * ما هتف الهاتفات في الغصن كيف وجدت الدواء أوجدك الله * شفاء به مدى الزمن لأنزع الله منك صالحة * أبليتها من بلائك الحسن