لعمر أبي الأيام ان باء صرفها * بثار امرئ من كل صالحة مثري ولا غرو فالأيام بين صروفها * وبين ذوي الاخطار حرب إلى الحشر الا أبلغ الحيين بكرا وتغلبا * وما الغوث الا عند تغلب أو بكر أيرضيكما ان امرأ من بنيكما * وأي امرئ للخير يدعى وللشر يراق على غير الظبا دم وجهه * ويجري على غير المثقفة السمر وتنبو نيوب الليث عنه وينثنى * أخو الحوت عنه دامي الفم والثغر أنا الرجل المشهور ما من محلة * من الأرض الا قد تخللها ذكري فان أمس في قطر من الأرض ان لي * بريد اشتهار في مناكبها يسري تولع بي صرف القضاء ولم تكن * لتجري صروف الدهر الأعلى الحر توجهت من مري ضحى فكأنما * توجهت من مري إلى العلقم المر تلجلجت جزر القريتين مشمرا * وشبلي معي والماء في أول الجزر فما هو الا ان فجئت بطافر * من الحوت في وجهي ولا ضربة الفهر لقد شق يمنى وجنتي بنطحة * وقعت لها دامي المحيا على قطري فخيل لي ان السماوات أطبقت * علي وأبصرت الكواكب في الظهر وقمت كهدي ند من يد ذابح * وقد بلغت سكينه ثغرة النحر يطوحني نزف الدماء كأنني * نزيف طلا مالت به نشوة الخمر ووافيت بيتي ما رآني امروء ولم * يقل ان هذا جاء من ملتقى الكر فها هو قد أبقي بوجهي علامة * كما اعترضت في الطرس اعرابة الكسر فان يمح شيئا من محياي أثرها * بمقدار أخذ المحو من صفحة البدر فلا غرو فالبيض الرقاق أدلها * على العتق ما لاحت به سمة الأثر وقل بعد هذا للسبيطية افخري * على سائر الشجعان بالفتكة البكر ولو هم غير الحوت بي لتواثبت * رجال يخوضون الحمام إلى نصري فاما إذا ما عز ذاك ولم يكن * لأدرك ثاري منه ما مد في عمري فلست بمولى الشعر ان لم أزجه * بكل شرود الذكر اعدى من العر أضر على الأجفان من حادث العمى * وابلى على الآذان من عارض الوقر يخاف على من يركب البحر شرها * وليس بمأمون على سالك البر تجوس خلال البحر تطفح تارة * وترسو رسو الغيص في طلب الدر لعمر أبي الخطي ان بات ثاره * لدى غير كفو وهو نادرة العصر فثار علي بات عند ابن ملجم * واعقبه ثار الحسين لدى شمر وبلغه عن بعض الأوداء من أهل الاشتغال بتحصيل المعارف الدينية وهو أبو الحسين الشيخ زاهر بن علي بن يوسف انه جعل يتصيد هذا النوع من السمك بسيف (دمستان) فشكر صنعه وأرسل اليه بهذه الأبيات:
جزى الله عنا زاهرا في صنيعه * بنا خير ما يجزي على الخير منعم تتبع أقصى ثارنا فأصابه * فما طل منا عند نصرته دم درى ان عند الحوت بعض دمائنا * فخاض اليه البحر والبحر مفعم فأصبح صيادا وما كان قبلها * بشئ سوى صيد الفضائل يعلم فحياه عني ما حط رحله * من الأرض محلول النطاقين مرزم وقال يجيب الشريف العلوي ناصر بن سليمان القاروي عن قصيدة يصف فيها الكسكوس وهو سمك صغار دقاق يشبه أنامل النساء والناس تستملحه:
يا أخا هاشم أهلا * بالذي قلت وسهلا وجزاك الله عما * قلت فوق الفضل فضلا لبس الكسكوس من * مدحك ثوبا ليس يبلى فهو أشهى كل * مأكول وأعلاه وأغلى وهو أشهى لي من * الكنعد والميد المقلي لا ترى الآكل منه * ألف رطل يتملى ما تراءى من بعيد * لي يوما قط إلا سلم القلب عليه * وعليه البطن صلى كثغور البيض لونا * وبنان البيض شكلا يا بديع الوصف هلا * زدت في وصفك هلا فملأت السمع وصفا * حين فات الفم أكلا ولعل الله أن يجعل * هذا القول فعلا خمرياته وقال وهو مع روايته الغنوي في بيته بقربة سار من أوال لاملاء شعره عليه والغنوى مشتغل بكتابة ديوان الخطي:
أخي نطق القمري بعد سكوت * وهبت صبا الأسحار بعد خفوت فبادر بها ضوء الصباح فإنها * شرابي الذي أحيا عليه وقوتي فإنك لو وليتني الحكم لم يكن * مقيلي الا عندها ومبيتي كميتا إذا استوصفتنيها وجدتها * ترفع عن وصفي لها ونعوتي كأنك تستذكي بها نشر عنبر * شديخ ومسك في الكؤوس فتيت على وجه ممشوق القوام كأنه * إذا ما ثنته الريح طاقة توت وصيف ولكن الجمال أحله * من العز فيما شاء والجبروت وأفرغه في قالب الحسن ربه * فجاء به أعجوبة الملكوت اقيمة الدن اصنعي عندنا يدا * وقومي فسقينا المدام سقيت وحكمك فيها فاطلبي وتحكمي * بسومك تعطي ما أردت وشيت فأهون شئ يا لك الخير عندنا * إذا غضبت عذالنا ورضيت ويا ربة العود ابسطي من نفوسنا * عليه بشئ من غناه غنيت وله:
عاطنيها قبل ابتسام الصباح * فهي تغنيك عن سنا المصباح أنت تدري ان المدامة نار * فاقتدحها بالصب في الاقداح فهي تمحو بضوئها صبغة الليل * فيغدو وجه الدجى وهو ضاحي وإذا ما أحاط بي وفدهم * مهديا لي طرائف الأتراح فأهداها لي وردية كدم * الكبش أسالته مدية الذباح فهي تقصي اما دنت وارد الهم * وتدني شوارد الأفراح الحفت في السوآل من فكاك * لا سير ما ان له من براح مزجوها فقيدوها فلو تترك * صرفا طارت بغير جناح الكتب والرسائل وقال عن لسان شخص بعث بها لاخ له غائب يتشوقه ويشكو بعده:
سادتي ان نأت الدار بكم * فلكم في ساحة القلب مقام ما حمام الايك لما بنتم * عن محاني الربع لي الاحمام كلما رجع في تغريده * راجعتني صبوات وغرام فهو مثلي في معاطاة الجوى * فكلانا حلف شجو مستهام غير اني لا أرى أجفانه * أبدا تندى ولي دمع سجام ساهرا لم أدر ما النوم إذا * ضم هذا الناس في الليل المنام