مشايخه قرأ على عظماء العلماء كالشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ ملا كاظم الخراساني وسائر علماء النجف كالشيخ عبد الحسين الطريحي في أول أمره.
مؤلفاته ألف كتابين جليلين في علم الأصول وكتابا في علم الفقه وديوانا عامرا من الشعر وقد فقدت كل مخلفاته.
أولاده ترك خمسة أولاد ذكور وبقيته اليوم ولده الوحيد الشيخ علي الشرقي.
شعره وأدبه في أواخر القرن الثالث عشر للهجرة كانت في النجف دائرة علم وأدب تنتظم من الشيخ جعفر المترجم والسيد محمد سعيد الحبوبي (النجفي) والحاج محمد حسن كبة البغدادي والشيخ عباس الأعسم (النجفي) وعنها تأخذ تلامذة الأدب وطلاب الفضيلة ولم يكن أدب الأفذاذ باطل الحمد ومكذوب الثناء بل مجموعة ملح ونوادر ومداعبة بريئة وغزل محتشم، منادمة أو مطارحة على كأس الأدب وبساط الفضل وآثار أولئك الأجلاء طافحة بالتقدير والاحترام للشيخ جعفر والإكبار لآرائه والاهتمام بكل كلمة تصدر منه، واليك طرفا مما يشعر بذلك وهي المراجعة أو المساجلة التي جرت بين السيد حسين القزويني وبين الحاج محمد حسن كبة في قهوة البن حيث يختلفان في الاختيار ويحكمان الشيخ جعفر قال السيد القزويني من أبيات:
ودع عني السلافة ليس شئ * أعل لغلتي من شرب قهوة أدرها واسقنيها لا دهاقا * ولكن حسوة من بعد حسوه فيرد عليه الحاج محمد حسن من أبيات:
فواعجبا لمثلك اريحيا * يشف لطافة ويذوب صبوه يبيع سلاف ريقتها المصفى * لآجن مرة تدعى بقهوه هلم نحكم الخريت فينا * فذاك السيف لا تعروه نبوة وخريتهم المحكم هو الشيخ جعفر فرد عليهما بنتيجة التحكيم:
عجبت وأنتما ماء وخمر * قد استرضعتما در الأخوة فكيف يبين بينكما خلاف * برشف سلافة راقت وقهوه عذرتكما فقدما كل صب * تحيل لمن يهواه صبوه ولكني إذا حكمتماني * سعين لذاك بين صفا ومروه فان تكن السلافة فهي روح * وجدت بشربها فرحا ونشوه وان تك قهوة بالمسك فاحت * فمن يده وان مرت لحلوه وما ذهب السواد لها بشئ * فان الخال زاد الخد حظوه ويقول في مقام آخر ومن مطاوي قوله تظهر لك مكانته بين أصحابه:
هذه القهوة هذي * هذه المنهي عنها كيف تدعى بحرام * وأنا أشرب منها ومن آثاره في القهوة مطلع قصيدة قد اشترك في وضعها هو والحاج محمد حسن كبة ونحن نذكر هنا الأبيات المختصة بالشيخ جعفر:
اسقني مرة لتحلو لديا * أن تكون حلوة فما جئت شيا اي وجنب عن خمر جفنيك قلبي * فهو لا يستطيع تلك وذيا فاسقنيها ومر بالكاس عني * أتراني يحلو سواه لديا ان أجدها وكل خمر سواء * فلما ذا خلقت خلقا سويا ان للراح شعلة تجتليها * هي فيها وشعلة الريق فيا يا لها الله كيف شبت بقلبي * وروت وجنتيه بالخد ريا يا بخيلا لو رام مني روحي * لتفديه كنت فيها سخيا كم جلونا وكم جنينا ولكن * من حميا خديك وردا جنيا وعهدنا كالروض منك انبساطا * ما شربنا الا عليه الحميا غرني وجهك الطليق زمانا * بالغريين لا عدمنا الغريا راح في راحتيك قلبي فمالي * غير أني صفقت في راحتيا يا مطلا دمي بخديه عمدا * لأقودن عن دمي عندميا غالطتني نفسي وأكذبني الظن * عليه فما لذاك وليا ومما يدل على مكانة الشيخ جعفر بين أكابر عصره القصيدة الرائية التي يشترك فيها هو والحاج محمد حسن كبة في مدح الشيخ جابر الكاظمي الشاعر المشهور ولكن الحاج محمد حسن تخلص في تلك القصيدة لمدح الشيخ جعفر فيقول:
وحسبك فخرا ما يفصل جعفر * جواهر قد باهى بهن المفاخر جحافل من حص الجمان يسوسها * بفكرته ملك على الفضل قادر وليس ببالي وهو أسطع حجة * أبحرا يباهي أم سماء يفاخر فتى بأبيه العلم راقت رياضه * ومن جده انثالت علينا الجواهر فخلفك لا تغررك رقة طبعه * إذا رام امرا دونه النجم قاصر تحز السيوف البيض وهي رقيقة * وتردي العيون السود وهي فواتر تعهد احياء العلوم بفكرة * تريك عيانا ما تسر السرائر فقيه جفون الدين ملأى من الكرى * غدت وعيون الشرك منه سواهر وللحاج محمد حسن كبة في مدح الشيخ جعفر مقرضا قصيدته الرائية في تشييد صحن الكاظمية ومدح الإمامين موسى والجواد عليهما السلام من جملة أبيات:
أشعرا رأيت اليوم أم حكما تترى * ودرا لنا رصفت أم أنجما زهرا أم السحر لكن ما يروق حلاله * وان جل فوك العذب ان ينفث السحرا بل الآية الكبرى بموسى تجللت * وكم لك في الاعجاز من آية كبرى وما الشعر ما يزهيك لولا ثناؤه * وقد عبرت عليا أبيك على الشعرى من شعره شفني شوقك والشوق يشف * كلما يبرق في أذنيك شنف عجبا من ناحل الخصر الذي * كاد من مر الصبا يعروه قصف جؤذر تعبث في أجفانه * سنة الحسن إلى أن كاد يغفو في يد الشمال أو كف الصبا * غصن منه لنا اهتز وحقف قد تشكى ثقل زنار له * وعليه حمل ردفيه يخف ريم رمل نافر عن صبه * ومن المألوف ان ينفر خشف قلت يا غصن النقا عطفا على * صبك المضني فللأغصان عطف