خصامه في ابنة حمزة ذكر ابن سعد في الطبقات بسنده ما حاصله ان ابنة حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ علي بيدها فألقاها إلى فاطمة في هودجها فاختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة فقال علي ابنة عمي وانا أخرجتها وأنا أحق بها وقال جعفر ابنة عمي وخالتها عندي وقال زيد ابنة أخي فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر وقال الخالة والدة فقام جعفر فحجل حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (دار عليه) فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما هذا قال شئ رأيت الحبشة يصنعونه بملوكهم. خالتها أسماء بنت عميس وأمها سلمى بنت عميس اه.
أقوال العلماء فيه في الاستيعاب: جعفر بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم كان جعفر أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان من المهاجرين الأولين هاجر إلى ارض الحبشة وقدم منها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين فتح خيبر فتلقاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم واعتنقه - وزاد في أسد الغابة وقبل بين عينيه وقال ما أدري بأيهما انا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر وكان قدوم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة في سنة 7 من الهجرة واختط له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جنب المسجد اه. وفي أسد الغابة: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخو علي بن أبي طالب لأبويه خلقا وخلقا وله هجرتان هجرة إلى الحبشة وهجرة إلى المدينة روى عنه ابنه عبد الله وأبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، وفي الإصابة: ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحد السابقين إلى الاسلام وأخو علي شقيقه اه وفي مقاتل الطالبيين: أول قتيل من ولد أبي طالب في الاسلام جعفر بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب وهو شيبة بن هاشم وهو عمرو بن عبد مناف، اه وفي تاريخ ابن كثير: اسلم جعفر قديما وهاجر إلى الحبشة وكانت له هناك مواقف مشهودة ومقامات محمودة وأجوبة سديدة وأحوال رشيدة وقد قدمنا ذلك في هجرة الحبشة، إلى أن قال:
وكان كريما جوادا ممدحا وكان لكرمه يقال له أبو المساكين لاحسانه إليهم اه وفي الدرجات الرفيعة: كان رضي الله عنه يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثونه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسميه أبا المساكين، قال وروي انه كان يقول لأبيه أبي طالب يا أبة اني لأستحي ان أطعم طعاما وجيراني لا يقدرون على مثله فكان يقول له أبوه اني لأرجو ان يكون فيك خلف من عبد المطلب قال وله رضي الله عنه فضل كثير وقد ورد في شانه أحاديث كثيرة اه.
وفي كتاب تحية القاري لصحيح البخاري في التعليق على الحديث (الرابع والسبعين) في باب مناقب جعفر بن أبي طالب باسناده عن أبي هريرة: ان الناس يقولون أكثر أبو هريرة، واني كنت الزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشبع بطني لا آكل الخمير ولا البس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلان وكنت الصق بطني بالحصباء من الجوع وان كنت لاستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إذا كان ليخرج الينا العكة التي ليس فيها شئ فيشقها فنعلق ما فيها. قال قلت اما ما ذكره أبو هريرة في حق جعفر رضي الله عنه فهو قليل في حق جعفر فإنه كان من الايمان والكرم والشهامة وحسن الأخلاق بمكان عظيم (إلى أن قال): ولما كثر المسلمون في مكة وأخذ المشركون يؤذونهم بأنواع الأذيات الا من له عشيرة تحميه امره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جماعة لم يسعهم البقاء في مكة وأمره بالمهاجرة إلى الحبشة فتلقاهم النجاشي بالرحب والسعة وبقي في بلاد الحبشة إلى أن تمكن الاسلام في المدينة فهاجر إليها (إلى أن قال) وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتبعه في حضره وسفره إلى يوم مؤتة فأمره على الجيش غازيا فقتل في ذلك الوجه هو وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجملة من المسلمين واخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتلهم وان الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة.
قال: وخطب علي (ع) يوما فقال متأسفا على حمزة وجعفر ما معناه: كان لي عضدان أتقوى بهما فذهبا يعني حمزة وجعفرا وبقيت في ضعيفين يعني عباسا وعقيلا. قال: وبالجملة فمناقب جعفر ومآثره تكبر عن الاحصاء.
قال: واما ما ذكره أبو هريرة في حق نفسه فقد كرره البخاري مرارا بأسانيد متعددة مرجعها في الكل اليه وألفاظ مختلفة لم يتيقن منها الا انه كان فقيرا معدما يلحس العكك ويلهو عن كل شئ ليشبع بطنه ومن كانت هذه صفته يوشك ان لا يلتفت إلى حكم ولا يحفظ رواية ومن ثم كان في زمانه متهما بالكذب كما يفيده مضمون هذا الحديث وغيره اه.
أخباره روى أصحاب السير والتواريخ ما معناه انه أصابت قريشا في بعض السنين أزمة فقال بنو هاشم امضوا بنا نخفف عن أبي طالب فأخذ العباس جعفرا وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وبقي عقيل عند أبي طالب وفي الدرجات الرفيعة: روي عن الباقر (ع) أنه قال كان أمير المؤمنين (ع) دائما يقول والله لو كان حمزة وجعفر حيين ما طمع فيها فلان وفلان ولكني ابتليت ب... عقيل والعباس، وروى الكليني في الكافي عن ابن مسكان عن سدير قال: كنا عند أبي جعفر (ع) فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم و استذلالهم أمير المؤمنين (ع) فقال رجل من القوم أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد فقال أبو جعفر (ع) من كان بقي من بني هاشم انما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد باسلام عباس وعقيل وكانا من الطلقاء اما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا اليه ولو كانا شاهديه لأتلفا أنفسهما، قال صاحب الدرجات: دل هذان الحديثان على أن حمزة وجعفرا عليهما السلام كانا يعتقدان استحقاق علي صلوات الله عليه الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانه صاحبها دون غيره وانهما لو كانا حيين يوم مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يطمع فيها غيره ولم يصل إليها أحد سواه ولذلك ذكرناهما في طبقات الشيعة اه.
هجرته إلى الحبشة ثم إلى المدينة هاجر جعفر رضوان الله عليه هجرتين أولاهما إلى الحبشة والثانية من الحبشة إلى المدينة ولذلك سمي ذا الهجرتين، وهاجر المسلمون إلى الحبشة دفعتين هاجر منهم أولا عشرة ثم سمعوا بان قريشا أسلمت فعادوا فوجدوا الأمر على خلاف ما بلغهم ثم هاجروا ثانيا وأميرهم جعفر وكانوا 75 رجلا و 12 امرأة وذلك في السنة الرابعة وقيل الخامسة من النبوة قال ابن كثير في تاريخه وكان جعفر هو المقدم عليهم والمترجم عنهم - أي المتكلم - عند النجاشي وغيره اه روى ابن هشام في سيرته بسنده عن محمد بن إسحاق المطلبي قال لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية لمكانه من الله ومن عمه أبي طالب وانه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم لو خرجتم إلى أرض الحبشة فان بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه فخرج