عمرة القضاء سنة 6 من الهجرة فإن كان بعث إلى مؤتة في جمادي من تلك السنة فهي سنة 7 وان كان من قابل فهي سنة 8 وقبره بمؤتة مزور مشهور وفي عمدة الطالب دفن هو وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة في قبر واحد وعمي القبر اه وكان عمره يوم استشهد 41 سنة حكاه في الاستيعاب عن الزبير بن بكار، وفي مقاتل الطالبيين بسنده عن بعض أحفاد جعفر ان جعفرا قتل وهو ابن ثلاث أو اربع وثلاثين سنة قال أبو الفرج: وهذا عندي شبيه بالوهم لأنه قتل سنة 8 من الهجرة وبين ذلك الوقت وبين المبعث 21 سنة وهو أسن من أخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بعشر سنين وكان لعلي حين اسلم سنون مختلف فيها فالمكثر يقول كانت 15 والمقلل يقول 7 سنين وكان اسلامه في السنة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا خلاف في ذلك وعلى اي الروايات قيس امره علم أنه كان عند مقتله قد تجاوز هذا المقدار من السنين اه فعلى فرض ان يكون علي (ع) وعمره سبع سنين يكون عمر جعفر 38 سنة.
كنيته يكنى أبا عبد الله كما في الاستيعاب وفي مقاتل الطالبيين يكنى أبا عبد الله فيما يزعم أهله وروي عن أبي هريرة قال كان جعفر بن أبي طالب يكنى أبا المساكين اه وفي أسد الغابة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسميه أبا المساكين اه وفي عمدة الطالب كان جعفر يكنى أبا عبد الله وأبا المساكين لرأفته عليهم واحسانه إليهم اه.
أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وهي أم اخوته طالب وعقيل وجعفر وعلي وأم هانئ واسمها فاختة أكبرهم طالب وأصغرهم علي وكل واحد أسن من الآخر بعشر سنين كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الأم سبقت إلى الاسلام وهاجرت إلى المدينة ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقبل وصيتها ولما توفيت كفنها في قميصه ولما بلغوا لحدها حفره بيده واضطجع فيه وهي أول هاشمية تزوجها هاشمي وولدت له.
أولاده في الطبقات لابن سعد: كان لجعفر من الولد عبد الله وبه كان يكنى وله العقب ومن ولد جعفر محمد وعون لا عقب لهما ولدوا جميعا لجعفر بأرض الحبشة في المهاجرة إليها وأمهم أسماء بنت عميس ثم روى بسنده عن محمد بن عمر بن علي قال: ولد جعفر بن أبي طالب عبد الله وعون ومحمد بنو جعفر وأخواهم لأمهم يحيى بن علي ومحمد بن أبي بكر وأمهم الخثعمية أسماء بنت عميس اه وفي عمدة الطالب: أولاد جعفر بن أبي طالب ثمانية بنين عبد الله وعون ومحمد الأكبر ومحمد الأصغر وحميد وحسين وعبد الله الأصغر وعبد الله الأكبر وأمهم اجمع أسماء بنت عميس الخثعمية قتل محمد الأكبر مع عمه علي (ع) بصفين وقتل عون ومحمد الأصغر مع ابن عمهما الحسين (ع) يوم الطف اه.
اسلامه في أسد الغابة: اسلم بعد اسلام أخيه علي بقليل روي أن أبا طالب رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليا يصليان وعلي عن يمينه فقال لجعفر صل جناح ابن عمك وصل عن يساره - أقول - كيف يجتمع هذا مع كون أبي طالب كافرا وفي الطبقات لابن سعد عن الواقدي بسنده اسلم جعفر بن أبي طالب قبل ان يدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم ويدعو فيها اه، وأخرج الفقيه أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام أول جماعة كانت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام معه إذ مر أبو طالب به وجعفر معه فقال يا بني صل جناح ابن عمك فلما أحسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقدمهما وانصرف أبو طالب مسرورا وهو يقول:
ان عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان والكرب والله لا اخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي قال فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم اه. وقال ابن إسحاق:
اسلم جعفر بعد خمسة وعشرين رجلا وقيل بعد واحد وثلاثين اه.
(أقول) بل لم يسبقه أحد سوى أخيه علي أمير المؤمنين (ع) بيوم أو نحوه كما مر عن أسد الغابة انه اسلم بعد اسلام أخيه بقليل مستدلا برواية صل جناح ابن عمك وصل عن يساره وكما مر عن أمالي الصدوق وما كان ليسبقه أحد وثلاثون ولا خمسة وعشرون وهو ابن أبي طالب ناصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمحتمل الأذى في نصره والذي كان يوصي ولديه عليا وجعفرا بنصره ويقول لجعفر: صل جناح ابن عمك وابن فاطمة بنت أسد مربية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي كانت له اما بعد أمه والسابقة إلى الاسلام والهجرة وأخو علي بن أبي طالب الذي لم يسبقه رجل إلى الاسلام.
وفي كتاب تحية القاري لصحيح البخاري للشيخ محمد علي آل عز الدين العاملي ان جعفرا على التحقيق ثاني المسلمين أو المصلين من الرجال، مر أبو طالب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي وعلي إلى جنبه وخديجة خلفه فقال له يا جعفر صل جناح ابن عمك فوقف على يسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلى اه وذلك لأن المستحب في صلاة الجماعة إذا كان المأموم رجلا واحدا ان يقف عن يمين الامام متأخرا عنه فإن كان معه امرأة وقفت خلف الرجل فان كانوا اثنين وقفا خلفه والمرأة خلفهما فلما كان علي يصلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان عن يمينه وخديجة خلف علي فلما جاء جعفر وأمره أبوه ان يصل جناح ابن عمه وقف عن يسار علي والى يسار النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
تختمه روى ابن سعد في الطبقات الكبير بسنده عن جعفر بن أبي طالب انه تختم في يمينه.
مؤاخاته في الطبقات عن الواقدي قال محمد بن إسحاق آخى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم بين جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل قال الواقدي هذا وهل وكيف يكون هذا وانما كانت الموآخاة بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وقبل بدر فلما كان يوم بدر نزلت آية الميراث وانقطعت الموآخاة وجعفر غائب يومئذ بأرض الحبشة اه والمؤاخاة قبل الهجرة انما كانت بين المهاجرين ومعاذ أنصاري، وفي السيرة الحلبية جمع بينهما بأنه آخى بينه وبين معاذ وهو غائب بأرض الحبشة.