يتعارضان في العالم الفاسق، ويدور الامر بين تقييد قوله: " أكرم العالم " بغير الفاسق، وبين تخصيص قوله: " لا تكرم الفساق " بما عدا العالم، ولكن شمول العام الأصولي لمورد الاجتماع أظهر من شمول المطلق له، لان شمول العام لمادة الاجتماع يكون بالوضع (1) وشمول المطلق له يكون بمقدمات الحكمة، ومن جملتها عدم ورود ما يصلح أن يكون بيانا للتقييد، والعام الأصولي يصلح لان يكون بيانا لذلك، فلا تتم مقدمات الحكمة في المطلق الشمولي، ولابد حينئذ من تقديم العام الأصولي وتقييد المطلق بما عدا مورد الاجتماع. ولا مجال لتوهم العكس وتخصيص العام الأصولي بالمطلق الشمولي، فان المطلق لا يصلح للتخصيص إلا إذا تمت فيه مقدمات الحكمة، ومع وجود العام الأصولي لا يكاد يتم فيه مقدمات الحكمة، لأنه يصح للمتكلم الاعتماد في بيان مراده على ظهوره الوضعي، فالمطلق لا يصلح لان يكون مخصصا للعام
(٧٣٠)