فوائد الأصول - الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني - ج ٤ - الصفحة ٢٣٦
يكون فعلا للمكلف أو مسببا توليديا له (1) فان مجال المنع عن ذلك واسع، بل لقائل أن يقول: إنه ليست الصلاة إلا عبارة عن عده من الاجزاء والشروط مقيدة بعدم تخلل القواطع في الأثناء من دون أن يكون لها هيئة إتصالية.
وأما ثانيا: فعلى فرض تسليم دلالة النهي الغيري على أن للصلاة هيئة إتصالية وجزء صوري، إلا أن دعوى تعلق الطلب به على حد ساير الاجزاء مما لا سبيل إليها، بل لمانع أن يمنع عن ذلك ويدعي أن الجزء الصوري المستكشف من أدلة القواطع مما لم يتعلق به الطلب والبعث، بل الطلب إنما تعلق بنفس عدم تخلل الالتفات ونحوه - كما هو ظاهر الأدلة - فلا مجال لاستصحاب بقاء الهيئة الاتصالية، من جهة أنه لا أثر لبقائها بعد فرض عدم تعلق الطلب بها.
وأما ثالثا (2): فعلى فرض تسليم تعلق الطلب بالجزء الصوري أيضا، إلا

(١) أقول: استفادة الهيئة من هذه النواهي بملاحظة تعنونها بعنوان القاطعية، وبديهي أن هذا العنوان ملازم مع اعتبار جهة اتصال بين الاجزاء نعبر عنه بالهيئة الاتصالية، وحينئذ فالنهي عن إيجاد القاطع ملازم مع النهي عن قطع الجهة الاتصالية، وهذا النهي عين النهي عن نقيض الاتصال، ولئن شئت فعبر عنه بنقيض الهيئة الاتصالية، لان الهيئة منتزعة من الاتصال المزبور ويكون من اللوازم الأعمة من الواقع والظاهر، كما هو الشأن في كل أمر انتزاعي من جهة خارجية، فإنه تابع منشأه واقعا وظاهرا، نظير الجزئية والصحة والمانعية وأمثالها من المنتزعات العقلية عن أمور خارجية، وحيث عرفت ما تلونا ترى عدم المجال لا يراد الأول، ولا الثاني كما هو واضح، ولا الثالث، لأنه فرع كون النهي عن القطع غير النهي عن نقيض اتصال الاجزاء بالاجزاء، أو عدم كفاية النهي عن النقيض في استصحاب وجوده أو عدم كفاية استصحاب وجود الاتصال التدريجي بين الاجزاء التدريجية لاثبات الهيئة المنتزعة منها، وكل ذلك تحت المنع للناظر البصير جدا، فتدبر فيما قلت واغتنم!.
ومن التأمل فيما ذكرنا ترى أيضا فساد كلام المقرر في تصحيحه الاستصحاب، لأنه تخيل أن الهيئة الاتصالية يجتمع مع القواطع ومحل له وأنه اعتبر عدم القاطع في هذا المحل، نظير النهي عن الضحك في السجدة التي هي محل الضحك المنهي عنه، وهذا الكلام كما ترى لا يستأهل ردا، كما لا يخفى.
(2) في إمكان تعلق الطلب بكل من الجزء الصوري والقواطع نوع خفاء، فتأمل (منه).
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست