وكأنما أهدى شقائقه إلى * وجناتهن ضحى أبو قابوسا ايه دمشق فقد حويت مكارما * بأبي المغيث وسؤددا قدموسا (1) وأرى الزمان غدا عليه بوجهه * جذلان بساما وكان عبوسا فصنيعة تسدى وخطب يعتلى * وعظيمة تكفى وجرح يوسى لم يشعروا حتى طلعت عليهم * بدرا يشق الظلمة الحنديسا ما في النجوم سوى تعلة باطل * قدمت وأسس أفكها تأسيسا ان الملوك هم كواكبنا التي * تخفى وتطلع اسعدا ونحوسا فتن جلوت ظلامها من بعد ما * مدوا عيونا نحوها ورؤوسا كم بين قوم انما انفاقهم * مال وقوم ينفقون نفوسا سار ابن إبراهيم موسى سيرة * سكن الزمان بها وكان شموسا فأقر واسطة الشام وأنشرت * كفاه جودا لم يزل مرموسا كانت مدينة عسقلان عروسها * فغدت بسيرته دمشق عروسا فكأنهم بالعجل ضلوا حقبة * وكأن موسى إذ اتاهم موسى ألوى يذل الصعب إن هو ساسه * وتلين صعبته إذا ما سيسا ولذاك كانوا لا يرأس منهم * من لم يجرب حزمه مرؤوسا من لم يقد فيطير في خيشومه * رهج الخميس فلن يقود خميسا أعط الرياسة من يديك فلم تزل * من قبل أن تدعى الرئيس رئيسا تلك القوافي قد أتينك نزعا * تتجشم التهجير والتغليسا من كل شاردة تغادر بعدها * حظ الرجال من القريض خسيسا تلهو بعاجل حسنها وتعدها * علقا لأعجاز الزمان نفيسا وجديدة المعنى إذا معنى التي * تشقى بها الاسماع كان لبيسا من دوحة الكلم التي لم ينفك * وقفا عليك رصينها محبوسا كالنجم ان سافرت كان موازيا * وإذا حططت الرحل جليسا انا بعثنا الشعر نحوك مفردا * فإذا أذنت لنا بعثنا العيسا وقال يمدحه أيضا من قصيدة أخرى:
ولا حب مشكل النواحي * منخرق السهل والوعوث لم تزجر العيس في قراه * مذ عصر نوح وعصر شيث كأن صوت النعام فيه * إذا دعا صوت مستغيث قلصته بالقلاص تهوي * بالوخد من سيرها الحثيث يطلبن من عقد وعد موسى * غير سحيل ولا نكيث بنان موسى إذا استهلت * للناس نابت عن الغيوث حيث الندى والسدي جميعا * وملجأ الخائف الكريث والمجد من تالد قديم * ثم ومن طارف حديث خذها فما نالها بنقص * موت جرير ولا البعيث وكن كريما تجد كريما * في مدحه يا أبا المغيث وقال يمدحه أيضا من قصيدة:
لا تنكري أن يشتكي ثقل الهوى * بدني فما أنا من بقية عاد كم وقعة لي في الهوى مشهورة * ما كنت فيها الحارث بن عباد الآن جردت المدائح وانتهى * فيض القريض إلى عباب الوادي وتبجست للجود من نفحاته * قلب يكدن يقلن هل من صاد أضحت معاطن روضه ومياهه * وقفا على الوراد والرواد عذنا بموسى من زمان انشرت * سطواته فرعون ذا الأوتاد جبل من المعروف معروف له * تقييد عادية الزمان العادي ما لمرئ أسر القضاء رجاءه * إلا رجاؤك أو عطاؤك فاد ما للخطوب طغت علي كأنها * جهلت بأن نداك بالمرصاد سل مخبرات الشعر عني هل بلت في قدح نار المجد مثل زنادي لم تبق حلبة منطق الا وقد * سبقت سوابقها إليك جيادي أبقين في أعناق جودك جوهرا * أبقى من الأطواق في الأجياد وفي آخر هذه القصيدة يلوح له بالهجاء ويبعثه على العطاء فيقول وغدا تبين كيف غب مدائحي * ان ملن بي هممي إلى بغداد ومفاوز الآمال يبعد شأوها * إن لم يكن جدواك فيها زادي ومن العجائب شاعر قعدت به * هماته أوضاع عند جواد ومكث أبو تمام مدة ينتظر معروف أبي المغيث فلم يكن من ذلك شئ فقال قصيدة يمدحه في أولها ثم يعاتبه ويستبطئه ويكثر عتابه ويقارب الهجو ولا يلج بابه وما في الديوان من أنها في عياش ابن لهيعة وقيل في أبي المغيث ليس بصواب للتصريح فيها بأنها في أبي المغيث وأولها:
نسج المشيب له قناعا مغدفا * يققا فقنع مذرويه ونصفا ثم ابتدأ بمدح أبي المغيث ووصفه بالشجاعة فقال:
لله در أبي المغيث إذا رحى * للحرب دارت ما أعز وأشرفا ثم أكثر من وصفه بالكرم الذي هو بيت القصيد فقال:
يتعرف المعروف في لحظاته * بإزاء صرف الدهر حيث تصرفا عكفت يداه على السماح فأصبحت * آمالنا وقفا عليه عكفا كم وقعة لك في الندى مشهورة * تركت جبال المال قاعا صفصفا ثم استثاره على بذل الجود بوعده بالمدائح الكثيرة وبالشكر الذي ينسي متلفا ما اتلف فقال:
ثقف قني الجود تلق قصائدا * لاقت أو ابدهن فيك مثقفا ثم أخذ في عتابه واستبطائه بافافين الكلام فقال:
لا تنس تسعة أشهر أنضيتها * دأبا وأضنتني إليك ونيفا بقصائد لم يرو بحرك وردها * ولو الصفا وردت لفجرت الصفا لله أي وسيلة في أول * أقوى ولكن آخرا ما أضعفا اني أخاف وأرتجي عقباك أن * تدعى المطول وأن اسمى الملحفا قد كان أصغر همتي مستغرقا * كرم الربيع فصرت أرضى الصيفا ما عذر من كان النوال مطيعه * والطبع منه أن يجود تكلفا ان أنت لم تفضل ولم تر انني * أهل له فأنا أرى (فاقلها) ان تنصفا أسرفت في منعي وعادتك التي * ملكت عنانك أن تجود فتسرفا الله جارك وهو جارك أن يهي (2) * ما سلف التأميل فيك وخلفا لا تصرفن نداك عمن لم يدع * للقول عنك إلى سواك تصرفا ثم خاطبه بما يشبه التهديد ويلوح إلى الهجاء فقال:
كم ماجد سمح ألظ بجوده * مطل فأصبح وجه نائله قفا لم آل فيك تعسفا وتعجرفا * وتالفا وتلطفا وتطرفا وأراك تدفع حرمتي فلعلني * ثقلت غير مؤنب فاخففا ثم قال يمدحه ويعرض له بالهجاء وما في هبة الأيام من أنها في