حفظت وضيعت المودة بيننا * وأحسن من بعض الوفا ذلك الغدر بنفسي من الغادين في الحي غادة * هواي لها ذنب وبهجتها عذر تزيغ إلى الواشين في ولن لي * لأذنا بها عن كل واشية وقر بدوت وأهلي حاضرون لأنني * أرى أن دارا لست من أهلها قفر وحاربت قومي في هواك وانهم * وإياي لولا حبك الماء والخمر فإن كان ما قال الوشاة ولم يكن * فقد يهدم الايمان ما شيد الكفر وفيت وفي بعض الوفاء مذلة * لانسانة في الحي شيمتها الغدر وقور وريعان الصبا يستفزها * فتأرن أحيانا كما يارن المهر تسائلني من أنت وهي عليمة * بحالي وهل حالي على مثلها نكر فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى * قتيلك قالت أيهم فهم كثر فقلت لها لو شئت لم تتعنتي * ولم تسألي عني وعندك بي خبر فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا * فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر وما كان للأحزان لولاك مسلك * إلى القلب لكن الهوى للبلا جسر فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق * وأن يدي مما علقت به صفر وقلبت أمري لا أرى لي راحة * إذا البين انساني ألح بي الهجر فعدت إلى حكم الزمان وحكمها * لها الذنب لا تجزي به ولي العذر كأني أنادي دون ميثاء ظبية * على شرف ظمياء حلأها الذعر تجفل حينا ثم تدنو كأنما * تراعي طلى بالواد اعجزه الحصر واني لنزال بكل مخوفة * كثير إلى نزالها النظر الشزر واني لجرار لكل كتيبة * معودة ان لا يخل بها النصر فاصدي إلى أن ترتوي البيض والقنا * واسغب حتى يشبع الذئب والنسر ولا أصبح الحي الخلوف بغارة * أو الجيش ما لم تأته قبلي النذر ويا رب دار لم تخفني منيعة * طلعت عليها بالردى انا والفجر وحي رددت الخيل حتى تركته * هزيما وردتني البراقع والخمر وساحبة الأذيال نحوي لقيتها * فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعر وهبت لها ما حازه الجيش كله * وأبت ولم يكشف لأبياتها ستر وما راح يطغيني بأثوابه الغنى * ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر وما حاجتي في المال ابغي وفوره * إذ لم يفر عرضي فلا وفر الوفر أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى * ولا فرسي مهر ولا ربه غمر ولكن إذا حم القضاء على امرئ * فليس له بر يقيه ولا بحر وقال أصيحابي الفرار أو الردى * فقلت هما أمران أحلاهما المر ولكنني امضي لما لا يعيبني * وحسبك من أمرين خيرهما الأسر يقولون لي بعت السلامة بالردى * فقلت اما والله ما نالني خسر وهل يتجافى الموت عني ساعة * إذا ما تجافى عني الأسر والصبر هو الموت فاختر ما علا لك ذكره * فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر ولا خير في دفع الردى بمذلة * كما ردها يوما بسوءته عمرو يمنون ان خلوا ثيابي (2) وانما * علي ثياب من دمائهم حمر وقائم سيف فيهم دق نصله * واعقاب رمح فيهم حطم الصدر سيذكرني قومي إذا جد جدهم * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر فإن عشت فالطعن الذي تعرفونه * وتلك القنا والبيض والضمر الشقر وإن مت فالانسان لا بد ميت * وإن طالت الأيام وانفسخ العمر ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به * وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر ونحن أناس لا توسط بيننا * لنا الصدر دون العالمين أو القبر تهون علينا في المعالي نفوسنا * ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر اعزبني الدنيا وأعلا ذوي العلا * وأكرم من فوق التراب ولا فخر وكتب إلى سيف الدولة من الدرب وقد اشتدت عليه علته:
هل تعطفان على العليل * لا بالأسير ولا القتيل باتت تقلبه الأكف * سحابة الليل الطويل يرعى النجوم السائرات * من الطلوع إلى الأفول فقد الضيوف مكانه * وبكته أبناء السبيل واستوحشت لفراقه * يوم الوغى سرب الخيول وتعطلت سمر الرماح * وأغمدت بيض النصول يا فارج الكرب العظيم * وكاشف الخطب الجليل كن يا قوي لذا الضعيف * ويا عزيز لذا الذليل قربه من سيف الهدى * في ظل دولته الظليل أو ما كشفت عن ابن * داود (3) ثقيلات الكبول اما المحب فليس يصغي * في هواه إلى عذول يمضي بحال وفائه * ويصد عن قال وقيل لم أرو منه ولا شفيت * بطول خدمته غليلي الله يعلم أنه * املي من الدنيا وسولي ولئن حننت إلى ذراه * لقد حننت إلى وصول لا بالقطوب ولا الغضوب * ولا المطول ولا الملول يا عدتي في النائبات * وظلتي عند المقيل أين المحبة والذمام * وما وعدت من الجميل احمل على النفس الكريمة * في والقلب الحمول وكتب إلى سيف الدولة من الأسر:
وما كنت أخشى ان أبيت وبيننا * خليجان والدرب الأصم وآلس (4) ولا انني استصحب الصبر ساعة * ولي عنك مناع ودونك حابس ينافسني هذا الزمان وأهله * وكل زمان لي عليك منافس