ولئن نجا فرجاله وحماته * ما بين مصفود وبين مكلم لبسوا الحديد بزعمهم وبودهم * ان لم يكن ذاك الحلي عليهم سل أهل خرشنة تجبك نساؤهم * كم ثاكل منها وكم من أيم عهدي بها والنار في جنباتها * وكأنها صدر المشوق المغرم كم ذات حجل ما رآها الناس قد * برزت لأعينهم بانف مرغم ويقول فيها في مدح سيف الدولة:
يا ابن الذوائب من نزار والأولى * شادوا بيوت مناقب لم تهدم عز الأنام وأنت تعلم أنه * ما ان ينال العز من لم يعزم وازرت صارخة (1) الخيول فيالها * من زورة طلعت بطير اشأم أحرقت أهليها بها فتركتهم * في جمرها المتلهب المتضرم فكأنما عجلت ما قد أوعدوا * يوم القيامة من عذاب جهنم وملكت حصن عيون جيحان وقد * أعيا الورى في دهره المتقدم فكأنما امتدت يمينك صاعدا * في الجو حتى حزت بعض الأنجم حتى إذا ما آب جيشك قافلا * ضل الدليل عن الطريق الأقوم (2) فتطرقوا بعض السواد تلصصا * والليل يسترهم بثوب مظلم ما قابلوك ولو رأوك تجاههم * أشبعت منهم كل نسر قشعهم والعود احمد والليالي بيننا * وغدا نروح معقبين إليهم يا سيف سيف الدولة الماضي إذا * نبت السيوف وخان كل مصمم ارم الكتائب بي فإنك عالم * اني أخو الهيجاء غير مذمم وعلي ان القى الفوارس معلما * وعلو جدك عدتي وعرمرمي انا سيفك الماضي وليس بقاطع * سيف إذا ما لم يشد بمعصم ويقول فيها في أسر داود بن عمار بن داود بن حمدان:
قل لابن عمار بن داود (3) وما * قول العليم كقول من لم يعلم أن بت ترسف في الحديد فطالما * أمسيت توضع بالحديد إلى الكمي ولئن أصبت لقد أصبت من العدى * عدد الحصى وعفوت عفو المنعم قالوا الفداء ولا فداء بيننا * الا بحكم المشرفي المخذم هيهات لا صلح وقد بقيت لنا * بيض رقيقات الظبي لم تثلم عزما بنا ان الحسام لكافل * بنفوسهم وشبا الأصم اللهذم صبرا أبا العباس انا معشر * صبر على صرف الزمان المجرم يا سيف دين الله غير مدافع * أغضب لدين الله ربك واعزم فإذا سلمت فكل شئ سالم * وإذا بقيت فإننا في أنعم أعطيت من غنم الغنيمة غنمه * وجعلت مالك مال من لم يغنم وقال مفتخرا من قصيدة:
وقوفك في الديار عليك عار * وقد رد الشباب المستعار أبعد الأربعين محرمات * تماد في الصبابة واغترار وطال الليل بي ولرب دهر * نعمت به لياليه قصار وقال الغانيات سلا غلاما * فكيف به وقد شاب العذار وكم من ليلة لم أرو منها * حننت لها وارقني ادكار قضاني الدين ماطله ووافى * إلي بها الفؤاد المستطار إلى أن رق ثوب الليل عنا * وقالت قم فقد برد السوار وولت تسرق اللحظات نحوي * بملتفت كما التفت الصوار (4) وقد عاديت ضوء الصبح حتى * لطرفي عن مطالعه ازورار ومضطغن يراود في عيبا * سيلقاه إذا سكنت وبار (5) إذا ما العز أصبح في مكان * سموت له وان بعد المزار مقامي حيث لا أهوى قليل * ونومي عند من اقلي غرار أبت لي همتي وغرار سيفي * وعزمي والمطية والقفار ونفس لا تجاورها الدنايا * وعرض لا يرف عليه عار وقوم مثل من صحبوا كرام * وخيل مثل من حملت خيار وخيل خف جانبها فلما * ذكرنا بينها نسي الفرار وكم ملك نزعنا الملك عنه * وجبار بها دمه جبار فقد أصبحن والدنيا جميعا * لنا دار ومن تحويه جار إذا أمست نزار لنا عبيدا * فان الناس كلهم نزار وقال من قصيدة:
نعم تلك بين الواديين الخواتل * وذلك شاء دونهن وجامل (6) فما كنت إذ بانوا بنفسك فاعلا * فدونكه ان الخليط لزائل كان ابنة القيسي في أخواتها * خذول تراعيها الظباء الخواذل (7) قشيرية (8) قترية (9) بدوية * لها بين أثناء الضلوع منازل هوانا غريب شزب الخيل والقنا * لنا كتب والباترات رسائل أغرن على قلبي بخيل من الهوى * فطارد عنهن الغزال المغازل باسهم لفظ لم تركب نصالها * وأسياف لحظ ما جلتها الصياقل وقائع قتلى الحب فيها كثيرة * ولم يشتهر سيف ولا هز ذابل أراميتي كل السهام مصيبة * وأنت لي الرامي فكلي مقاتل واني لمقدام وعندك هائب * وفي الحي سحبان وعندك بأقل يضل علي القول إن زرت دارها * ويعزب عني وجه ما انا فاعل وحجتها العليا على كل حالة * فباطلها حق وحقي باطل تطالبني بيض الصوارم والقنا * بما وعدت جدي في المخايل ولا ذنب لي ان الفؤاد لصارم * وان الحسام المشرفي لفاصل وان الحصان الوالقي (10) لضامر * وان الأصم السمهري لعاسل ولكن دهرا دافعتني خطوبه * كما دفع الدين الغريم المماطل واخلاف أيام إذا ما انتجعتها * حلبت بكيات وهن حوافل (11) ولو نيلت الدنيا بفضل منحتها * فضائل تحويها وتبقى فضائل ولكنها الأيام تجري كما جرت * فيسفل أعلاها وتعلو الأسافل