فقولا له من صادق الود انني * جعلتك مما رابني منك مفزعا ولو انني أكننته في جوانحي * لاورق ما بين الضلوع وفرعا فلا تغترر بالناس ما كل من ترى * أخوك إذا وضعت في الامر أوضعا ولا تتقلد ما يروقك حليه * تقلد إذا حاربت ما كان أقطعا ولا تقبلن القول من كل قائل * سأرضيك مرأى لست أرضيك مسمعا فلله احسان علي ونعمة * ولله صنع قد كفاني التصنعا أراني طرق المكرمات كما أرى * علي واسعاني علي كما سعى فان يك بطء مرة فلطالما * تعجل نحوي بالجميل واسرعا وان يجف في بعض الأمور فإنني * لأشكره النعمى التي كان أوزعا وان يستجد الناس بعدي فلا يزل * بذاك البديل المستجد ممتعا وكتب إلى سيف الدولة من الأسر يعرفه خروج الدمستق إلى الشام في جموع الروم ويحثه على الاستعداد ويذكره امره ويسأله تقديم فدائه:
أتعز أنت على رسوم مغاني * فأقيم للعبرات سوق هوان فرض علي لكل دار وقفة * تقضي حقوق الدار بالأجفان لولا تذكر من هويت بحاجز * لم أبك فيه مواقد النيران ولقد أراه قبل طارقة النوى * مأوى الحسان ومنزل الضيفان ومكان كل مهند ومجر كل * مثقف ومجال كل حصان نشر الزمان عليه بعد أنيسه * حلل الفناء وكل شئ فاني ربما وقفت فسرني ما ساءني * منه وأضحكني الذي أبكاني ورأيت في عرصاته مجموعة * أسد الشري وربارب الغزلان يا واقفان معي على الدار اطلبا * غيري لها ان كنتما تجدان منع الوقوف على المنازل طارق * امر الدموع بمقلتي ونهاني فله إذا ونت المدامع أو جرت * عصيان دمعي فيه أو عصياني ولقد جعلت الحب سر مدامعي * ولغيره عيناي تنهملان أبكي الأحبة بالشام وبيننا * تلك الدروب وشاطئا جيحان وتحب نفسي العاشقين لأنهم * مثلي إلى كنف من الأحزان فضلت لدي مدامع فبكيت * للباكي بها وولهت للولهان مالي جزعت من الخطوب وانما * اخذ المهيمن بعض ما أعطاني ولقد سررت كما هممت عشائري * زمنا وهناني الذي عزاني وأسرت في مجرى خيولي غازيا * وحبست فيما أشعلت نيراني يرمي بنا شطر البلاد مشيع * عنده الكريهة فائض الاحسان بلد لعمرك لم نزل زواره * مع سيد قرن أغر هجان وانا الذي ملأ البسيطة كلها * ناري وطنب في السماء دخاني كان القضاء فلم تكن لي حيلة * غلب القضاء شجاعة الشجعان ان لم تكن طالت سني فان لي * رأي الكهول ونجدة الشبان قمن بما ساء الأعادي موقفي * والدهر يبرز لي مع الاقران يمضي الزمان وما عمدت لصاحب * الا ظفرت بصاحب خوان يا دهر خنت مع الاصادق خلتي * وغدرت بي في جملة الاخوان لكن سيف الدولة القرم الذي * لم انسه واراه لا ينساني أيضيعني من لم يزل لي حافظا * كرما ويخفضني الذي أعلاني اني أغار على مكاني ان أرى * فيه رجالا لا تسد مكاني أو أن تكون وقيعة أو غارة * ما لي بها اثر مع الفتيان سيف الهدى من حد سيفك يرتجى * يوم يذل الكفر للايمان ولقد علمت وقد دعوتك انني * ان نمت عنك أنام عن يقظان هذي الجيوش تجيش نحو بلادكم * محفوفة بالكفر والصلبان هذي الجيوش تجيش نحو بلادكم * من كل أروع ضيغم سرحان هذي الجيوش يفر منها الموت في * يوم الوغى وإثارة الشجعان ليسوا ينون فلا تنوا وتيقظوا * لا ينهض الواني بغير الواني قد أغضبوكم فانهضوا وتأهبوا * للحرب أهبة ثائر غضبان غضبا لدين الله ان لا تغضبوا * لا يشتهر في نصره سيفان حتى كان الوحي فيكم منزل * ولكم تخص فرائض القرآن ثم أشار إلى كثير من الوقائع ثم قال:
انا لنلقى الخطب فيك وغيره * بموفق عند الحروب معان أصبحت ممتنع الحراك وربما * أصبحت ممتنعا على الاقران ولطالما حطمت صدر مثقف * ولطالما أرعفت انف سنان ولطالما قدت الجياد إلى الوغى * قب البطون طويلة الارسان أعزز علي بان يخلى موقفي * ويخل ما بين الصفوف مكاني ما زلت أكلأ كل صدر موحش * ابدا بمقلة ساهر يقظان شلال كل عظيمة ذوادها * ضراب هامات العدى طعان ان يمنع الأعداء حد صوارمي * لا يمنع الأعداء حد لساني يا راكبا يرمي الشآم بجسرة * موارة شدنية مذعان أقر السلام من الأسير العاني * أقر السلام على بني حمدان أقر السلام على الذين بيوتهم * مأوى الكرام ومنزل الضيفان أقر السلام على الذين سيوفهم * يوم الوغى مهجورة الأجفان الصافحين عن المسئ تكرما * والمحسنين إلى ذوي الاحسان وقال وقد بلغه علة والدته بعدما قصدت حضرة سيف الدولة من منبج إلى حلب تكلمه في المفاداة وتتضرع اليه فلم يكن عنده ما رجت ولعله كان لسيف الدولة عذر سياسي في تأخير فدائه فان ما يغيب عن الإنسان لا يجوز الحكم عليه من جميع نواحيه ووافق ذلك ان البطارقة قيدوا بميافارقين فقيد هو بخرشنة ورأت الامر قد عظم فاعتلت من الحسرة فبلغ ذلك أبا فراس فكتب إلى سيف الدولة:
يا حسرة ما أكاد احملها * آخرها مزعج وأولها عليلة بالشام مفردة * بات بأيدي العدى معللها تمسك احشاءها على حرق * تطفئها والهموم تشعلها إذا اطمأنت وأين أو هدأت * عن لها ذكره يقلقها تسأل عنه الركبان جاهدة * بأدمع ما تكاد تمهلها يا من رأى لي بحصن خرشنة * أسد شرى في القيود أرجلها يا من رأى لي الدروب شامخة * دون لقاء الحبيب أطولها يا من رأى لي القيود موثقة * على حبيب الفؤاد أثقلها يا أيها الراكبان هل لكما * في حمل نجوى يخف محملها قولا لها ان وعت مقالكما * فان ذكري لها ليذهلها يا أمتا هذه منازلنا * نتركها تارة وننزلها يا أمتا هذه مواردنا * نعلها تارة وننهلها أسلمنا قومنا إلى نوب * أيسرها في القلوب اقتلها واستبدلوا بعدنا رجال وغى * يود أدنى علاي أمثلها يا سيدا ما تعد مكرمة * الا وفي راحتيك اكملها