فيا بعد ما بين الكلال وبينها * ويا قرب ما يرجو عليها المسافر دع الوطن المألوف رابك أهله * وعد عن الأهل الذين تكاشروا فأهلك من اصفى وودك ما صفا * وان نزجت دار وقلت نواصر تبوأت من قرمي معد كليهما * مكانا أراني كيف تبنى المفاخر لئن كان أصلي من سعيد نجاره * ففرعي بسيف الدولة القرم ناضر وما كان لولاه لينفع أول * إذا لم يزين أول المجد آخر لعمرك ما الابصار تنفع أهلها * إذا لم يكن للمبصرين بصائر وهل ينفع الخطي غير مثقف * وتظهر الا بالصقال الجواهر وكيف ينال المجد والجسم وادع * وكيف يحاز الحمد والوفر وافر أناضل عن أحساب قومي بفضله * وأفخر حتى لا أرى من يفاخر علي لابكار الكلام وعونه * مفاخر تفنيه وتبقى مفاخر انا الحارث المختار من نسل حارث * إذا لم يسد في القوم الا الأخاير فان تمض أشياخي فلم يمض مجدها * ولا دثرت تلك العلا والمآثر نشيد كما شادوا ونبني كما بنوا * لنا شرف ماض وآخر غابر وفينا لدين الله عز ومنعة * ومنا لدين الله سيف وناصر (1) إذا ذكرت يوما غطاريف وائل * فنحن أعاليها ونحن الجماهر وقال:
سلي عني سراة بني معد * ببالس عند مشتجر العوالي لقيناهم بأسياف قصار * كفين مؤونة الأسل الطوال وعادوا سامعين لنا فعدنا * إلى المعهود من شرف الفعال ونحن متى رضينا بعد سخط * اسونا ما جرحنا بالنوال وقال:
لنا بيت على عنق الثريا * بعيد مذاهب الاطناب سامي تظلله الفوارس بالعوالي * وتفرشه الولائد بالطعام وقال:
بأطراف المثقفة العوالي * تفردنا بأوساط المعالي وما تحلو مجاني العز يوما * إذا لم تجنها سمر العوالي ممالكنا مكاسبنا إذا ما * توارثها رجال عن رجال وقال من قصيدة:
وما كل طلاب من الناس بالغ * ولا كل سيار إلى المجد واصل وما المرء الا حيث يجعل نفسه * واني لها فوق السماكين جاعل وللوفر متلاف وللحمد جامع * وللشر تراك وللخير فاعل وقال:
إذا مررت بواد جاش غاربه * فاعقل قلوصك وانزل ذاك وادينا وان عبرت بناد لا تطيف به * أهل السفاهة فاجلس فهو نادينا تجفل الشول بعد الخمس صادية * إذا سمعن على الأمواه حادينا ويصبح الضيف أولانا بمنزلنا * نرضى بذاك ويمضي حكمه فينا وقال:
اطرح الامر الينا * واحمل الكل علينا اننا قوم إذا ما * صعب الامر كفينا وإذا ما ريم منا * موضع الذل أبينا وإذا ما هدم العز * بنو العز بنينا وقال وقد أوقع ببني كلاب:
أبلغ بني حمدان في بلدانها * كهولها والغر من شبانها يوم طردت الخيل عن اظعانها * وسقت من قيس ومن جيرانها ذوي علاها وذوي طعانها * حتى إذا قل غنى شجعانها طاردني عنها وعن إتيانها * حرائر رغبت في صيانها استعمل الشدة في أوانها * وأغفر الزلة في ابانها وقال من ابيات:
سلي عني نساء بني معد * يقلن بما رأين وما سمعنه ألست أمدهم لذرى ظلال * وأوسعهم لدى الأضياف جفنه وأثبتهم لدى الحدثان جاشا * وأسرعهم إلى الفرسان طعنه متى ما يدن من اجل كتابي * أمت بين الأسنة والأعنة وقال:
لقد علمت سراة الحي انا * لنا الجبل الممنع جانباه يفئ الراغبون إلى ذراه * ويأوي الخائفون إلى حماه وقال وقد أوقع ببني كلاب واسر مصعبا الطائي وسألته أم بسام فصفح عن الأموال من أبيات:
جار نزعناه قسرا في بيوتكم * والخيل تعصب فرسانا بفرسان بالمرج إذ أم بسام تناشدني * بنات عمك يا حار بن حمدان فظلت اثني صدور الخيل ساهمة * بكل مضطغن بالحقد ملآن ونحن قوم إذا عدنا بسيئة * على العشيرة عقبنا باحسان قال ابن خالويه: غزا الأمير سيف الدولة في سنة 339 وأوغل في بلد الروم وفتح صارخة واحرقها وهي مدينة بالروم بينها وبين القسطنطينية سبعة أيام وأوقع بالدمستق فهزمه واسر عدة من البطارقة وغيرهم وعاد ظافرا غانما فتبعه العدو فاخذ عليه الدرب فتخلى عن بعض السواد وقتل البطارقة وعاد فقال أبو فراس يصف الغزوة ويفتخر ويذكر غزواته بالروم من قصيدة وليست في الديوان المطبوع:
لا عز الا بالحسام المخذم * وضراب كل مدجج مستلئم وقراع كل كتيبة بكتيبة * ولقاء كل عرمرم بعرمرم ولقد رضعت من الزمان لبانه * وعرفت كل معوج ومقوم وقطعت كل تنوفة لم يلقها * قدم ولم تقرع بباطن منسم وأهنت نفسي للرماح وانه * من لم يهن بين القنا لم يكرم ورأيت عمري لا يزيد تأخري * فيه ولا يفنيه فضل تقدمي ولقومي الشرف المنيع محله * فوق المجرة والسماك المرزم ورثوا الرياسة كابرا عن كابر * من عهد عاد في الزمان وجرهم ظفروا بها بالسيف أول مرة * وبقاؤها بالسيف أصبح فيهم نحن البحار بل البحار مياهها * ملح وموردنا لذيذ المطعم لما برزنا للدمستق مرة * ورأى بوادر خيلنا كالأسهم طلب النجاة بنفسه فتحكمت * في جيشه الأسياف اي تحكم ما كان بعض قلوبنا في جسمه * فيكون أثبت من هضاب يلملم لولا الجواد الأدهم الناجي به * أضحت قوائم رجله في الأدهم