الله يعلم ما لقيت * من الهوى وكفى بعلمه هب للمقر ذنوبه * واصفح له عن عظم جرمه اني أعيذك ان تبوء * بقتله وبحمل اثمه وقال:
هبه أساء كما ذكرت فهب له * وارحم تضرعه وذل مقامه بالله ربك لم فتكت بصبره * ونصرت بالهجران جيش سقامه فرقت بين جفونه ومنامه * وجمعت بين نحوله وعظامه وقال:
لا غرو ان فتنتك * باللحظات فاترة الجفون فمصارع العشاق ما * بين الفتور إلى الفتون اصبر فمن سنن الهوى * صبر الظنين على الضنين (1) وقال:
أشفقت من هجري فغابت * الظنون على اليقين وظننت بي فضننت لي * والظن من شيم الضنين وقال:
ما كنت تصبر بالقديم * فلم صبرت اليوم عنا ولقد أسات بك الظنون * لأنه من ضن ظنا وقال:
الورد ما ينبت خداه * والسحر ما تفعل عيناه حل رداء الحسن في وجهه * تطريزه منه عذاراه وقال:
قلبي يحن اليه * نعم ويحنو عليه وما جنى أو تجنى * الا اعتذرت اليه فكيف أملك قلبي * والقلب رهن لديه وقال:
الورد في وجنتيه * والسحر من مقلتيه وان عصاني لساني * فالقلب طوع يديه وقال:
ولما أصبح الدمع * وقد باح بكتمان * وللناس على سري * من عيني عينان تسامحت فلا اكتم * الا بعض أشجاني وبالدارين انسان * له بالقلب داران إذا ما ماس بالقرطق * يسعى بين اخدان رأيت البدر قد بان * على غصن من البان الا يا صاحبي رحلي * بالله أجيباني ترى من لست أنساه * على الحالات ينساني وهذا الذي قاله من أن عيني العاشق عينان عليه قد أولع به وكرره في شعره فقال:
علي من عيني عينان * تبوح للناس بكتماني وجهك والبدر إذا ابرزا * لا عين العالم بدران وقال من قصيدة ليست في الديوان المطبوع وتأتي:
فعلام اكتم أو أسر صبابتي * وعلي من عيني لي عينان وقال:
من لي بكتمان هوى شادن * عيني له عين على قلبي عرضت صبري وسلوي له * فاستشهدا في طاعة الحب وقال من ابيات مرت:
واكتم الوجد وقد أصبحت * عيناي عينيه على قلبي وقال:
وإذا يئست من الدنو * رغبت في فرط البعاد أرجو الشهادة في هوا * ك لان روحي في جهاد وقال:
وكنى الرسول عن الجواب تظرفا * ولئن كنى فلقد علمنا ما عنى قل يا رسول ولا تحاش فإنه * لا بد منه أساء بي أم أحسنا الذنب لي فيما جناه لأنني * مكنته من مهجتي فتمكنا وقال وفيه إشارة إلى علم النجوم:
وشادن من بني كسرى شغفت به * لو كان أنصفني في الحب ما جارا كأنما الشمس لي في القوس نازلة * ان لم يزرني وفي الجوزاء ان زارا وقال:
فوالله ما أحدثت في الحب سلوة * ووالله ما حدثت نفسي بالصبر وانك في عيني لأبهى من الغنى * وانك في قلبي لأحلى من النصر وقال:
صبرت على اختيارك واضطراري * وقل مع الهوى منك انتصاري وكان يعاف حمل الضيم قلبي * فقر على تحمله قراري وقال:
فديتك طال ظلمك واحتمالي * كما كثرت ذنوبك واعتذاري وكم أبصرت من حسن ولكن * عليك لشقوتي وقع اختياري وقال:
ولي في كل يوم منك عتب * أقوم به مقام الاعتذار حملت هواك لا جلدا ولكن * صبرت على اختيارك واضطراري الفخر والحماسة وقد أكثر في شعره من الفخر والحماسة وذكر الحرب حتى أنه لشدة ولوعه بذلك يمزجه بالغزل والنسيب وبكثير من فنون الشعر والشريف الرضي في شعره هذه المزية فأبو فراس يقول وهو يتغزل:
اجملي يا أم عمرو * زادك الله جمالا لا تبيعيني برخص * ان في مثلي يغالى انا ان جدت بوصل * أحسن العالم حالا قال ابن خالويه: كثرت وقائع سيف الدولة بالعرب في كل ارض فتجمعت نزاريها ويمانيها وتشاكت ما لحقها وتراسلت واتفقت على الاجتماع بسلمية لمقاتلته وقتلت عامله بقنسرين الصباح عبد عمارة الحارفي