التكبر والغرور الا انه لما علم بأنك عاجز عن صلاتك المكتوبة ضرب على شماله بيمينه وأخذ بالحائطة لدينه واستقر رأيه على أن يشتريني لنفسه فجمع الدلالين ومن لهم معرفة بالخرص والتخمين فوقع الجدال وكثر القيل والقال فمن قائل انها تعدل درهمين وقائل انها تساوي ثلاثة من الدراهم حتى ابتدأ اعرف الجمهور وأشدهم تعمقا بالأمور فقال إن الأوفق للمولى ان يأخذ بالاحتياط ويوطن على أحمس الاعمال منه النفس ويعطي بدلها من الدراهم عدد الحواس الخمس فعندها فتح المزادة وأعطى بدلي من خالص ماله اجرة نصف سنة من العبادة فلما تحققت منها الصدق في هذه الأمور إذ على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نور ورمت ان افعل بها فعل ديك الجن بغلامه الوحيد أو أبي مسلم بكتاب عبد الحميد واستشرت في ذلك اخواني فابتدر أحدهم وقال لا تبع الموجودة بالمفقودة ولا تترك هذه البيضة المنقودة واشكر مولاك على ما أولاك وأنت معه على دعواك.
يا أيها المولى الذي أصبحت * الأوهام عن ادراكه قاصره ومن غدا في الفضل والعلم ما * بين البرايا نقطة الدائرة لم يقطع اليأس رجائي بما * أملته من خرقة وافره فاسلم لتنقيح مناط الهدى * مؤيدا بالعترة الطاهرة وكتب إلى حسام الدين أفندي قائم مقام الحلة:
الطرف بعدك لا ينفك في سهر * والقلب بعدك لا ينفك في شغل يعقوب حزنك أبلاه الضنى فعسى * من رد يوسف لطفا أن يردك لي وكتب إلى نعمان الآلوسي:
الطرف بعدك لا ينفك في سهر * والعيش بعدك لا يصفو من الكدر يا غاديا وفؤادي بعد فرقته * قد عاد حيران بين الورد والصدر وكتب اليه اخوه السيد حسين في مرض أصابه:
بنفسي وقل بها أفتديك * لو أن مولى بعبد فدي ويفديك ما منك قد نلته * جميعا وما ملكته يدي وجودك علة هذا الوجود * وجودك بلغة من يجتدي وشخصك انسان عين الزمان * و لولاك ضل فلم يهتد على مضض قد طويت الضلوع * بليلة ذي العائر الأرمد وما بين جنبي ذات الوقود * يشب سناها إلى الفرقد فلو انها أضرمت للخليل * ونودي يا نار لم تبرد فما عبر الغمض في ناظري * ولا لذ لي العذب من موردي فلولا عقيلة بيت الفخار * وأم المكارم والسؤود لما لان للمكث لي جانب * ولا أخذ الصبر في مقودي فكتب الميرزا جعفر في جوابه:
أبا المرتضى قد غبت عني بساعة * بها الموت أدنى من جبيني إلى نحري فكم ليلة قد بتها متيقنا * بأني ألاقي في صبيحتها قبري أكابد من طول الليالي شدائدا * كان الليالي قد خلقن بلا فجر على حالة لم أدر من كان عائدي * هناك ولم أشعر بزيد ولا عمر وما طلبت نفسي سوى ان أراكم * وليس سوى ذكراكم مر في ذكري وكتب الميرزا جعفر إلى أخويه السيد محمد والسيد حسين:
أيا أخوي اللذين هما * أعز على النفس من ناظري عذرتكما حيث لم تحضرا * ولم يك من غاب كالحاضر لقد بطشت بي كف السقام * على غفلة بطشة القادر فغودرت في لهوات المنون * ولست بناه ولا آمر يخيل لي كل آن يمر * أنقل فيه إلى قابري فكم ليلة بتها والضنا * ضجيعي كليلة ذي العائر على أن نفسي تشتاقكم * كشوف الربى للحيا الماطر تداركني الله من لطفه * فأصبحت في فضله الوافر وكتب أيضا لأخويه:
بلغا حييتما والهة * لم تزل تكثر عني بالسؤل قد براني الله من نازلة * تركتني ناحلا مثل الهلال كدت لولا لطفه بي عاجلا * أن تراني فوق أكتاف الرجال ما لنفسي أسفت نفسي وان * كنت لا أقضي عليها بزوال بل عليها وهي أولى الناس بي * ترقد الليل ولم تدر بحالي فكتب اليه أخواه جوابا الأصل للسيد حسين والتشطير للسيد محمد:
(نسيم صبا الفيحاء أهديت لي نشرا) * فأنعشت نفسا فيك وألهة حيرى وأسكرني ساري شذاك على ضني * (فأصبحت نشوانا ولم أعرف السكرا) (أجر برودي لا دلال يهزني) * وأختال لا تيها أروم ولا كبرا ولا لعبا مني ولا طاش لي حجى * (ولكنني قد طرت من فرحي بشرا) (إذا ما أبو موسى اكتسا حلل الشفا) * وأرغم انف الحاسدين به قسرا وأصبح في دست الرياسة آمرا * (فلسن أبالي بعد أن أقدر العمرا) (فضوعت أرجاء الغري بطيبه) * وزدت على نشر الحمى في الحمى نشرا ولولا شذاه لم تكن تعرف الشذا * (ولا كنت لولا خلقه تحمل العطرا) (خليلي مرا بي بمعناه ساعة) * بها الق من زاهي محياه لي بدرا والا خذا خلف الركائب ناظري * (لعلي ألاقي منه طلعته الغرا) (على منزل شح الزمان بقربه) * وقد كان شملي فيه مستجمعا دهرا وربع به حل الشباب تميمتي * (وقد كان في عصر الشبيبة لي عصرا) (تحلى به من شيبة الحمد نير) سنا مجده قد طبق البر والبحر ومن هاشم مقدامها وعميدها * (ومن مضر الحمراء آيتها الكبرى) (غمام على الدنيا أطل بنائل) * فامطر لما ان أطل بها تبرا وعم جميع الأرض شرقا ومغربا * (فأنبت في أقطارها الحمد والشكرا) (فما ضرها فقد الربيع وجعفر) * بطلعته الغراء يستنزل القطرا ولا ساءها جدب وبين ربوعها * (يداه الربيع الخصب في الشتوة الغبرا) (يعز علينا ان تبيت بليلة) * بها تشتكي حوشيت من علة ضرا ولما بها قاسيت لا مر مثلها * (نود بان الصبح شق لها فجرا) (وما بين أكناف الغريين فتية) * طوت لك في أكناف أضلعها جمرا وتأمل من لقياك ما لا تناله * (فتمكث ترعى النجم في مقلة سهرا) (سقيمة أكباد سواهر أعين) * رميضة أحشاء تحن إلى المسرى تهم بأمر الحزم لا تستطيعه * (فتوشك ان تقضي بحسرتها جهرا) (ويحسب كل ساورته ضئيلة) * إذا نفثت في الصخر فلقت الصخرا أو ان حشاه للسيوف ضريبة * (أو ان المنايا فيه قد أحكمت ظفرا) وارسل هذه الأبيات ضمن رسالة:
فكم أهاجت في الأسى لي مهجة * إلى حمى الزوراء ما أشوقها كم أذلت في الهوى لي مقلة * إلى جناب الكرخ ما أرمقها وكم روت لي عنه في اسنادها * مودة في الدهر ما أصدقها وكم دعت بالفضل من ذي لهجة * عليك بالثناء ما أنطقها