مخيم الوزير أبى منصور كانت منفرده عن العسكر فأقام عنده واختلف الأتراك والديلم وأراد الأتراك نهب الأمير والوزير فمنعهم الديلم واختلفوا إلى شيراز فملكها الأمير أبو منصور وامتنع الوزير بقلعة حزقه وبلغ وفادة أبى كاليجار إلى بغداد وبها ابنه أبو نصر فاستخلف الجند وأمر القائم بالخطبة على عادة قومه وسأل أن يلقب بالرحيم فمنع الخليفة من ذلك أدبار ولقبه به أصحابه واستقر بالعراق وخوزستان والبصرة وكان بالبصرة أخوه أبو على فأقره عليها ثم بعث أخاه أبا سعد في العساكر في شوال من السنة إلى شيراز فملكها وخطبوا له بها وقبضوا على أخيه أبى منصور وأمه وجاؤا بهما إليه وكان الملك العزيز بن جلال الدولة عند إبراهيم نيال لحق به بعد مهلك أبيه فلما مات أبو كاليجار زحف إلى البصرة طامعا في ملكها فدافعه الجند الذين بها وبلغه استقامة الملك ببغداد للرحيم فأقطع وذهب إلى ابن مروان فهلك عنده كما مر قد تقدم لنا أن أبا منصور فلاستون بن أبي كاليجار سار إلى فارس بعد موت أبيه فملكها وانه بعث أخاه أبا سعيد بالعساكر فقبضوا عليه وعلى أمه ثم انطلق ولحق بقلعة إصطخر ببلاد فارس فسار الملك الرحيم من الأهواز في اتباعه سنة احدى وأربعين وأطاعه أهل شيراز وجندها ونزل قريبا منها ثم وقع الخلاف بين جند شيراز وبين جند بغداد وعادوا إلى العراق فعاد معهم الملك الرحيم لارتيابه بجند شيراز وبعث الجند والديلم جميعا ببلاد فارس إلى أخيه فلاستون ولما عاد استخلف العساكر وسار إلى ارجان عازما على قصد الأهواز وعاد الملك الرحيم للقائه من الأهواز في ذي القعدة من السنة واقتتلوا وانهزم الملك الرحيم وعاد إلى واسط منهزما وسار بعض إلى الملك الرحيم يستجيشون به للرجوع إلى فارس فأرسل إلى بغداد واستنفر الجند وسار إلى الأهواز فبلغه طاعة أهل فارس وانهم منتظرون قدومه فأقام بالأهواز ينتظر عساكر بغداد ثم سار إلى عسكر مكرم فملكها سنة ثلاث وأربعين ثم اجتمع جمع من العرب والأكراد مقدمهم طراد بن منصور ومذكور بن نزار فقصدوا سرف فنهبوها ونهبوا درق وبعث الملك الرحيم بعساكره في محرم سنة ثلاث وأربعين فهزموا العرب والأكراد وقتل مطارد وأسر ابنه واسترد النهب وبلغ الخبر إلى الملك الرحيم وهو بعسكر مكرم فتقدم إلى قنطرة اربق ومعه دبيس بن مزيد والبساسيري وغيرهما ثم سار هزار شب بن تنكر ومنصور بن الحسين الأسدي بمن معهما من الديلم والأتراك من ارجان إلى تستر فسابقهم الملك الرحيم فكان الظفر له ثم زحف في عسكر إلى رام هرمز وبها أصحاب هزار شب فهزموهم وأثخنوا فيهم وتحيزوا إلى رام هرمز في طاعة الملك الرحيم ثم قبض هزار شب عليهم وأرسل إلى الملك الرحيم بطاعته فبعث اخاه أبا سعيد
(٤٨٨)