وينبغي التنبيه على أمور:
الأول: إنه ظهر مما مر حال دوران الامر بين المشروط بشئ ومطلقه، وبين الخاص كالانسان وعامه كالحيوان، وأنه لا مجال ها هنا للبراءة عقلا، بل كان الامر
____________________
قوله: وينبغي التنبيه على أمور: الأول ظهر مما مر حال دوران الامر بين المشروط بشئ ومطلقه... الخ اعلم أنه اختلفوا في جريان البراءة فيما إذا شك في شرطية شئ للمأمور به بعد الاتفاق على جريانها في الجزئية في الجملة، فذهب بعض كالشيخ قدس سره إلى جريانها في المقام مطلقا عقلا ونقلا، وبعض إلى عدم جريان العقلية منها مطلقا سواء أكان الشرط مما ينتزع عن نفس ذات المشروط باعتبار أحواله وعوارضه كالتقيد بالايمان في الرقبة والتقيد بالإنسانية في الحيوان، أم مما ينتزع عنه وعن شئ مغاير للمقيد كتقيد الصلاة بالطهارة فإنه منتزع عنها وعن الطهارة، وعدم جريان النقلية منها في الأول وجريانها في الثاني كما اختاره المصنف قدس سره.
وحاصل برهان الشيخ على مذهبه هو ان التكليف بالمقيد مطلقا سواء أكان تقييده منتزعا عن نفس ذات المقيد أم كان منتزعا عنه وعن غيره المغاير له في الوجود مشتمل على إلزام زائد على ما في التكليف بالمطلق، وكذلك مشتمل على كلفة زائدة على كلفة المطلق.
وأورد المصنف عليه بان الانحلال المتوهم في الشك في الجزئية غير جار في المقام، وذلك لان المقام نظير المتباينين الذين يجب الاحتياط فيهما بلا كلام، ضرورة عدم اتصاف المطلق بالوجود المقدمي حتى يقال بالانحلال بهذا
وحاصل برهان الشيخ على مذهبه هو ان التكليف بالمقيد مطلقا سواء أكان تقييده منتزعا عن نفس ذات المقيد أم كان منتزعا عنه وعن غيره المغاير له في الوجود مشتمل على إلزام زائد على ما في التكليف بالمطلق، وكذلك مشتمل على كلفة زائدة على كلفة المطلق.
وأورد المصنف عليه بان الانحلال المتوهم في الشك في الجزئية غير جار في المقام، وذلك لان المقام نظير المتباينين الذين يجب الاحتياط فيهما بلا كلام، ضرورة عدم اتصاف المطلق بالوجود المقدمي حتى يقال بالانحلال بهذا