ومنها: قوله (عليه السلام) (كل شئ لك حلال حتى تعرف أنه حرام بعينه) الحديث، حيث دل على حلية ما لم يعلم حرمته مطلقا، ولو كان من جهة عدم الدليل على حرمته، وبعدم الفصل قطعا بين إباحته وعدم وجوب الاحتياط فيه وبين عدم وجوب الاحتياط في الشبهة الوجوبية، يتم المطلوب.
____________________
النظام، والتكليف بمثله معقول، ولكنه ارتفع عن هذه الأمة تفضلا ومنة عليهم من الله العزيز باعتبار وجود الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم.
قوله: ومنها حديث الحجب... الخ اعلم أنه ورد في الحديث بان كل ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم، وفي الحديث وجوه من الاحتمالات يستدل ببعضها على المطلوب:
الأول: انه يحتمل أن يكون معناه ان كل شئ من التكاليف وغيرها كان محجوبا وغير معلوم عند العبد باعتبار وصولها إليه واستتارها عنه باعتبار مانع عن الايصال فهو موضوع عنه.
الثاني: انه يحتمل أن يكون معنى الحديث ان كل شئ من التكاليف كان مستورا عن جميع العباد كلهم موضوع عنهم، وعلي هذا فإن كان الحكم غير معلوم عند بعض لا عند الكل فلا يكون مرفوعا حتى بالنسبة إلى الجاهل، ولا يخفى ان هذا الاحتمال لا محصل له الا ان يقال: مدخلية جهل الجميع في رفع الحكم باعتبار انه في صورة علم البعض بالحكم يتمكن الجاهل من السؤال عنه ورفع جهله، والا لا يعقل أن يكون جهل الآخر دخيلا في رفع الحكم عن الآخر،
قوله: ومنها حديث الحجب... الخ اعلم أنه ورد في الحديث بان كل ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم، وفي الحديث وجوه من الاحتمالات يستدل ببعضها على المطلوب:
الأول: انه يحتمل أن يكون معناه ان كل شئ من التكاليف وغيرها كان محجوبا وغير معلوم عند العبد باعتبار وصولها إليه واستتارها عنه باعتبار مانع عن الايصال فهو موضوع عنه.
الثاني: انه يحتمل أن يكون معنى الحديث ان كل شئ من التكاليف كان مستورا عن جميع العباد كلهم موضوع عنهم، وعلي هذا فإن كان الحكم غير معلوم عند بعض لا عند الكل فلا يكون مرفوعا حتى بالنسبة إلى الجاهل، ولا يخفى ان هذا الاحتمال لا محصل له الا ان يقال: مدخلية جهل الجميع في رفع الحكم باعتبار انه في صورة علم البعض بالحكم يتمكن الجاهل من السؤال عنه ورفع جهله، والا لا يعقل أن يكون جهل الآخر دخيلا في رفع الحكم عن الآخر،