أما الأول فواضح، وأما الثاني، فلان الحكم الشرعي المستكشف به عند طروء انتفاء ما احتمل دخله في موضوعه، مما لا يرى مقوما له، كان مشكوك البقاء عرفا، لاحتمال عدم دخله فيه واقعا، وإن كان لا حكم للعقل بدونه قطعا.
إن قلت: كيف هذا؟ مع الملازمة بين الحكمين.
قلت: ذلك لان الملازمة إنما تكون في مقام الاثبات والاستكشاف لا في مقام الثبوت، فعدم استقلال العقل إلا في حال غير ملازم لعدم حكم الشرع في غير تلك الحال، وذلك لاحتمال أن يكون ما هو ملاك حكم الشرع من المصلحة أو المفسدة التي هي ملاك حكم العقل، كان على حاله في كلتا الحالتين، وإن لم يدركه إلا في
____________________
العقل بعينه ولا معنى للشك في الحكم، ضرورة انه ان كان الملاك في الحالين موجودا فلا بد من الحكم على طبقه لوجود ملاكه، وإن لم يكن موجودا فلا بد من الحكم بعدم الحكم لعدم وجود ملاكه، وذلك مطلقا بالإضافة إلى نفس حكمه أو حكم الشرع التابع لحكمه.
ويمكن الذب عنه أيضا بالإضافة إلى الحكم الشرعي المستكشف به بان يقال يمكن أن يكون ملاك الحكم بحسب الواقع ومقام الثبوت بنظر الشرع أوسع مما يكون بنظر العقل ملاكا بحيث لم يكن للخصوصية المفقودة دخل في بقاء الحكم واقعا وان كان بنظر العقل في مقام الاثبات لها دخل في الحكم، فإنه يمكن أن يكون ملاك الحكم مما لم يطلع عليه العقل فعلا بحيث ان نبهه الشرع تنبه وصدقه.
ويمكن الذب عنه أيضا بالإضافة إلى الحكم الشرعي المستكشف به بان يقال يمكن أن يكون ملاك الحكم بحسب الواقع ومقام الثبوت بنظر الشرع أوسع مما يكون بنظر العقل ملاكا بحيث لم يكن للخصوصية المفقودة دخل في بقاء الحكم واقعا وان كان بنظر العقل في مقام الاثبات لها دخل في الحكم، فإنه يمكن أن يكون ملاك الحكم مما لم يطلع عليه العقل فعلا بحيث ان نبهه الشرع تنبه وصدقه.