كيف؟ وقد عرفت أن القطع بنفسه طريق لا يكاد تناله يد الجعل إحداثا وإمضاء، إثباتا ونفيا، ولا يخفى أن قضية ذلك هو التنزل إلى الظن بكل واحد من الواقع والطريق، ولا منشأ لتوهم الاختصاص بالظن بالواقع إلا توهم أنه قضية اختصاص المقدمات بالفروع، لعدم انسداد باب العلم في الأصول، وعدم إلجاء في التنزل إلى الظن فيها، والغفلة عن أن جريانها في الفروع موجب لكفاية الظن بالطريق في مقام يحصل الامن من عقوبة التكاليف، وإن كان باب العلم في غالب الأصول مفتوحا، وذلك لعدم التفاوت في نظر العقل في ذلك بين الظنين، كما أن منشأ توهم الاختصاص بالظن بالطريق وجهان:
____________________
محمد تقي صاحب " الحاشية على المعالم " قدس سرهما.
وذهب بعض آخر إلى كونه بالإضافة إلى الواقع، وذهب الشيخ الأنصاري والمصنف إلى أنه يعم الطريق والواقع كليهما.
واستدل للقول الأول بوجهين: أحدهما: ما ملخصه انا كما نقطع أولا بكوننا مكلفين باحكام واقعية فعلية، كذلك نقطع بان الشارع قد كلفنا في مقام الاخذ بها بالرجوع إلى طرق مخصوصة، ومحصل القطعين هو انا نقطع بان الشارع قد كلفنا بالعمل بمؤدى طرق مخصوصة لا مطلقا، وعلى ذلك فإن كان لنا سبيل إلى تعيينها ومعرفتها بطريق القطع فهو، وإلا فلا بد في مقام العمل
وذهب بعض آخر إلى كونه بالإضافة إلى الواقع، وذهب الشيخ الأنصاري والمصنف إلى أنه يعم الطريق والواقع كليهما.
واستدل للقول الأول بوجهين: أحدهما: ما ملخصه انا كما نقطع أولا بكوننا مكلفين باحكام واقعية فعلية، كذلك نقطع بان الشارع قد كلفنا في مقام الاخذ بها بالرجوع إلى طرق مخصوصة، ومحصل القطعين هو انا نقطع بان الشارع قد كلفنا بالعمل بمؤدى طرق مخصوصة لا مطلقا، وعلى ذلك فإن كان لنا سبيل إلى تعيينها ومعرفتها بطريق القطع فهو، وإلا فلا بد في مقام العمل