ولا يخفى اعتبار الفحص في التخيير العقلي أيضا بعين ما ذكر في البراءة، فلا تغفل.
ولا بأس بصرف الكلام في بيان بعض ما للعمل بالبراءة قبل الفحص من التبعة والاحكام.
____________________
استحقاق العقوبة على فرض مخالفة العمل بها للواقع عقلا ونقلا، وانما الكلام في أن هذا الاستحقاق للعقوبة هل هو على مخالفة العمل للواقع أو على ترك التعلم فيه وجهان، بل قولان مبنيان على ما تدل عليه الآيات والاخبار الآمرة بتحصيل العلم والتفقه في الدين من الوجوب النفسي كما التزم به الأردبيلي وصاحب المدارك على ما حكى ومال إليه المصنف قدس الله اسرارهم، لما يأتي من الاشكال في المشروط والموقت على القول بعدم الوجوب، أو الوجوب الارشادي فيكون الاستحقاق على مخالفة العمل للواقع إذا أدى ترك التعلم إليها.
والتحقيق في ذلك أنه وان كان ظاهر بعضها الوجوب النفسي، لكنه لما كان الاخذ بظاهرها مستلزما لما لا يلتزم به أحد حتى القائل بالوجوب النفسي من كون الجاهل مستحقا للعقابين في صورة مخالفة العمل للواقع بخلاف العالم التارك، مع أنه يمكن دعوى القطع بخلافه، فلا بد من رفع اليد عن ظاهرها وحملها على الارشاد، بل يمكن ان يقال: ان هذا القطع منا يكون بمنزلة قرينة متصلة توجب صرف ظهورها.
والتحقيق في ذلك أنه وان كان ظاهر بعضها الوجوب النفسي، لكنه لما كان الاخذ بظاهرها مستلزما لما لا يلتزم به أحد حتى القائل بالوجوب النفسي من كون الجاهل مستحقا للعقابين في صورة مخالفة العمل للواقع بخلاف العالم التارك، مع أنه يمكن دعوى القطع بخلافه، فلا بد من رفع اليد عن ظاهرها وحملها على الارشاد، بل يمكن ان يقال: ان هذا القطع منا يكون بمنزلة قرينة متصلة توجب صرف ظهورها.