أو بدعوى أنه لاجل احتوائه على مضامين شامخة ومطالب غامضة عالية، لا يكاد تصل إليها أيدي أفكار أولي الانظار الغير الراسخين العالمين بتأويله، كيف؟
ولا يكاد يصل إلى فهم كلمات الأوائل إلا الأوحدي من الأفاضل، فما ظنك بكلامه تعالى مع اشتماله على علم ما كان وما يكون وحكم كل شئ.
أو بدعوى شمول المتشابه الممنوع عن اتباعه للظاهر، لا أقل من احتمال شموله لتشابه المتشابه وإجماله.
أو بدعوى أنه وإن لم يكن منه ذاتا، إلا أنه صار منه عرضا، للعلم الاجمالي بطروء التخصيص والتقييد والتجوز في غير واحد من ظواهره، كما هو الظاهر.
أو بدعوى شمول الاخبار الناهية عن تفسير القرآن بالرأي، لحمل الكلام الظاهر في معنى على إرادة هذا المعنى.
ولا يخفى أن النزاع يختلف صغرويا وكبرويا بحسب الوجوه، فبحسب غير الوجه الأخير والثالث يكون صغرويا، وأما بحسبهما فالظاهر أنه كبروي، ويكون
____________________
وذلك بلا فرق بين الكتاب المبين وأحاديث سيد المرسلين والأئمة الطاهرين، ويعبر عن هذا الامر بأصالة الظهور، وقبل نقل الخلاف ومنشأه لا بد من بيان دليل الحجية على ذلك، فنقول: الدليل القطعي على حجية الظهور هو بناء العقلاء، فان سيرتهم وطريقتهم الاخذ بظهور الكلمات حتى في مقام احتمال إرادة الخلاف في تعيين المراد، وذلك منهم كالنار على المنار، والشمس في رابعة النهار، حتى أن بعضهم يحتج عليها على بعض من غير أن ينكر، وذلك بضميمة عدم ردع من الشارع يكون حجة قطعية على حجية أصالة الظهور.
ان قلت: من أين عدم الردع؟ قلت: لأنه لا يكون للشارع اختراع
ان قلت: من أين عدم الردع؟ قلت: لأنه لا يكون للشارع اختراع