وهي وإن كانت طوائف كثيرة، كما يظهر من مراجعة الوسائل وغيرها، إلا أنه يشكل الاستدلال بها على حجية أخبار الآحاد بأنها أخبار آحاد، فإنها غير متفقة على لفظ ولا على معنى، فتكون متواترة لفظا أو معنى.
ولكنه مندفع بأنها وإن كانت كذلك، إلا أنها متواترة إجمالا، ضرورة أنه يعلم إجمالا بصدور بعضهما منهم (عليهم السلام)، وقضيته وإن كان حجية خبر
____________________
قوله: فصل في الاخبار التي دلت على اعتبار اخبار الآحاد... الخ اعلم أنه لا يصح الاستدلال بالاخبار على حجيتها الا على وجه دائر، نعم إذا بلغت حد التواتر بحيث يحصل القطع منها بالحجية يصح الاستدلال بها، فينبغي صرف عنان الكلام إلى بيان معنى التواتر وأقسامه.
فنقول: التواتر اما لفظي، وهو عبارة عن اتفاق اخبار كثيرة على لفظ واحد بحيث يقطع بصدور ذلك اللفظ، واما معنوي، وهو اتفاق اخبار كثيرة على معنى واحد، وان كانت بألفاظ مختلفة، سواء كان بنحو الدلالة المطابقية أم التضمنية أو الالتزامية، واما اجمالي، وهو عبارة عن اخبار كثيرة غير متفقة في اللفظ أو المعنى، ولكن نعلم بصدور بعضها اجمالا.
ان قلت: إن هذا العلم الاجمالي لا يفيد شيئا، فان ذلك البعض المعلوم اجمالا ليس مشخصا حتى يؤخذ به.
قلت: نعم ولكن إذا كان في البين ما يكون أخص مضمونا يحصل لنا العلم تفصيلا بصدوره، كما هو كذلك في المقام، فانا نعلم تفصيلا، بواسطة علمنا بصدور بعض الاخبار الدالة على اعتبار الخبر اجمالا، بان الخبر الذي يكون
فنقول: التواتر اما لفظي، وهو عبارة عن اتفاق اخبار كثيرة على لفظ واحد بحيث يقطع بصدور ذلك اللفظ، واما معنوي، وهو اتفاق اخبار كثيرة على معنى واحد، وان كانت بألفاظ مختلفة، سواء كان بنحو الدلالة المطابقية أم التضمنية أو الالتزامية، واما اجمالي، وهو عبارة عن اخبار كثيرة غير متفقة في اللفظ أو المعنى، ولكن نعلم بصدور بعضها اجمالا.
ان قلت: إن هذا العلم الاجمالي لا يفيد شيئا، فان ذلك البعض المعلوم اجمالا ليس مشخصا حتى يؤخذ به.
قلت: نعم ولكن إذا كان في البين ما يكون أخص مضمونا يحصل لنا العلم تفصيلا بصدوره، كما هو كذلك في المقام، فانا نعلم تفصيلا، بواسطة علمنا بصدور بعض الاخبار الدالة على اعتبار الخبر اجمالا، بان الخبر الذي يكون